هذا ليدل على هذا المعنى ، وهو نكرة ، وأمتنع من الصرف للعدل والوصف (١).
وقال قوم : هو معرفة ؛ لأنه لا يدخله الألف واللام (٢).
والوجه ما قدمناه ؛ لأن النكرة توصف به ، قال صخر الغي (٣) :
منيت بأن تلاقيني المنايا |
|
أحاد في شهر حلال |
وقال تميم بن أبي [بن] مقبل (٤).
ترى النّعرات الزّرق تحت لبانه |
|
أحاد ومثنى أصعقتها صواهله |
وقيل : لم ينصرف للعدل والتأنيث (٥) ؛ لأن العدد كله مؤنث.
وقيل : لم ينصرف ؛ لأنه عدل على غير ما يجب في العدل ، لأن أصل العدل أن يكون في المعارف (٦).
فصل :
وممّا يسأل عنه أن يقال : لم جاءت (الواو) هاهنا ، ولم تأت (أو) ؛ لأنّه لا يجوز أن يجمع بين تسع؟
والجواب : أنّه على طريق البدل ، كأنّه قال : وثلاث بدلا من مثنى ، ورباع بدلا من ثلاث ، ولو جاء ب : (أو) لجاز أن لا يكون لصاحب المثنى ثلاث ، ولا لصاحب الثلاث ، رباع.
ويوضح هذا : أن مثنى بمعنى اثنتين ، وثلاث بمعنى ثلاث. فأمّا من أجاز تزويج (٧)
__________________
(١) وهو مذهب الجمهور : ينظر المقتضب : ٣ / ٣٨٠ ـ ٣٨١ ، والإيضاح : ٢٣٥ ، واللمع : ٢٣٧ ، وشرحه لابن برهان : ٢ / ٤٤٧ ، والمخصص : ١٧ / ١٢٠ ـ ١٢٥.
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ١ / ٢٥٤.
(٣) هو صخر بن عبد الله الخيثمي. ينظر الشعر والشعراء : ٤٤٨ ، والأغاني : ٢٢ / ٣٤٧ ، والبيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن : ١ / ١١٥ ، وأبي الفرج في الأغاني : ١٥ / ٩٧ ، وابن سيدة في المخصص : ١٧ / ١٢٤.
(٤) ينظر الشعر والشعراء : ٣٢٠ ، وما بين المعقوقتين من المصدر المذكور ، وجامع البيان : ٤ / ٣١٥. والبيت من شواهد الفراء في معاني القرآن : ١ / ٢٥٥ ، والجوهري في الصحاح : ٤ / ١٥٠٧ (صعق) ومجالس ثعلب : ١٢ ، النعرات : جمع النعرة ، وهي ذباب الحمير ، أزرق يقع في أنوف الخيل والحمير. العين : ٢ / ١٩ (نعر). واللبان : صدر الدابة. الصحاح : ٦ / ٢١٩٣ (لبن). أصعقتها : أي قتلتها. اللسان : ١٠ / ١٩٨ (صعق) ، والصواهل جمع الصاهلة ، وهي وصف للفرس. اللسان : ١١ / ٣٨٧ (صهل).
(٥) معاني القرآن وإعرابه : ٢ / ٨ ، والمجيد : (تحقيق : عطية) : ٢٩٣.
(٦) المجيد : (تحقيق : عطية) : ٢٩٤.
(٧) هم الرافضة ، كما نسبه إليهم الزجاج في معاني القرآن وإعرابه : ٢ / ٩.