الكلمة لا يعرب ، نحو : الزاي ، من زيد ، والجيم من جعفر.
قوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران : ٥٩].
في هذه الآية حجة على من أنكر القياس ؛ لأن الله تعالى احتج بذلك على المشركين ، ولا يجوز أن يحتج عليهم إلا بما فيه طريق القياس ؛ لأن قياس خلق عيسى من غير ذكر ، كقياس آدم وهو في عيسى أوجب ؛ لأن آدم عليهالسلام من غير أنثى ولا ذكر. وهذه الآية نزلت في السيد والعاقب (١) من وفد نجران ، وذلك أنهما قالا للنبي صلىاللهعليهوسلم : هل رأيت ولدا من غير ذكر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهذا قول ابن عباس والحسن وقتادة (٢).
فصل :
ويسأل عن رفع قوله : (فَيَكُونُ) ولم لم يجز نصبه على جواب الأمر الذي هو (كُنْ؟)
والجواب : [٢٢ / ظ] أن جواب الأمر يجب أن يكون غيره في نفسه أو معناه (٣) ، نحو : إإتني فأكرمك ، وائتني فتحسن إليّ.
ولا يجوز (قم فتقوم) ؛ لأن المعنى يصير : قم فإن تقم فقم ، وهذا لا معنى له ، فلذلك لم يجز في الآية. فإن قيل فقد جاء : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل : ٤٠] ، قيل : هذا معطوف على قوله : (أَنْ نَقُولَ)(٤) وقوله تعالى : (فَيَكُونُ ،) معناه : فكان ، إلا أنه أوقع الفعل المستقبل في موضع الماضي ، ومثله قول الشاعر :
وانضج جوانب قبره بدمائها |
|
فلقد يكون أخا دم وذبائح (٥) |
__________________
(١) هما من رؤسائهم وأصحاب مراتبهم ، والعاقب يتلو السيد. الصحاح : ١ / ١٨٤ (عقب) ، واللسان : ١ / ٦١٤ (عقب).
(٢) ينظر جامع البيان : ٣ / ٤٠١ ، وأحكام القرآن : ٢ / ١٨ ، وأسباب نزول الآيات : ٦١ ، ومجمع البيان : ٢ / ٣٠٩.
(٣) ينظر المقتضب : ٢ / ٨٣.
(٤) هذا قول مكي في مشكل إعراب القرآن : ١ / ٤١٨.
(٥) البيت لزياد الأعجم ، من قصيدة يرثي بها المغيرة بن المهلب. الشعر والشعراء : ٢٨٤ ، وهو من شواهد المرتضى في الأمالي : ٤ / ١٠٧ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ١٩٤ ، والرضي في شرحه على الكافية : ٤ / ٢٩٥.