الأصل في أيام : أيوام ؛ لأن الواحد يوم ، ولكن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبقت الأولى منها بالسكون قلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء التي بعدها (١).
ويسأل عن قوله تعالى : (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) ما هي؟
والجواب : أن عطاء وابن عباس ، قالا : ثلاثة أيام من كل شهر ، ثم نسخ ذلك. وقال ابن أبي ليلى : المعنيّ به شهر رمضان ، وإنما كان صيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا (٢).
فصل :
ويسأل عن (الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ؟) ، وفيه جوابان (٣) :
أحدهما : أنّ المعنيّ به سائر الناس من شاء صام ومن شاء أفطر وافتدى لكل يوم بإطعام مسكين ، ثم نسخ ذلك (٤) ، وهو قول ابن عباس والشعبي (٥).
والثاني : أنه نزل فيمن كان يطيقه ثم صار إلى حال العجز عنه ، وهو قول السّدي (٦).
ويسأل عن (الهاء) في (يُطِيقُونَهُ) على ما يعود؟
وفيه جوابان :
أحدها : أن يعود على الصيام.
والثاني : أن يعود على الفداء ؛ لأنه معلوم وإن لم يجر له ذكر (٧) ، وعلى القول الأول أكثر العلماء (٨).
فصل :
ويسأل عن الناصب ، لقوله : (أَيَّاماً).
__________________
(١) العين : ٨ / ٤٣٣ (يوم) ، والصحاح : ٥ / ٢٠٦٥ (يوم) ، وإملاء ما من به الرحمن : ١ / ٤٦.
(٢) جامع البيان : ٢ / ١٧٧ ، والناسخ والمنسوخ للنحاس : ١ / ٩١ ، ونواسخ القرآن لابن الجوزي : ٦٤.
(٣) في الأصل : ثلاثة أجوبة ، وما أثبتناه مناسب للسياق.
(٤) في صحيح مسلم : ٣ / ١٦٢ «عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية : (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) [البقرة : ١٨٤] كان من أراد أن يفطر ويفتدي ، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها».
(٥) هو عامر بن شراحيل الشعبي ، من أهل الكوفة ، كنيته أبو عمرو (ت ١٠٩ ه). معرفة الثقات : ٢ / ١٠ ، والثقات : ٥ / ١٨٦.
(٦) التبيان في تفسير القرآن : ٢ / ١١٩ ، والنكت والعيون : ١ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.
(٧) معاني القرآن للأخفش : ١ / ١٥٨ ، وكشف المشكلات : ١ / ٢٨٣.
(٨) منهم الفراء في معانيه : ١ / ١١٢ ، والزجاج في معانيه : ١ / ٢١٨.