من يلق هوذة يسجد غير متّئب |
|
إذا تعصّب فوق التّاج أو وضعا |
وقال آخر (١) :
فكلتاهما خرّت وأسجد رأسها |
|
كما سجدت نصرانة لم تحنف |
ويقال في الجمع (سجّد) ، قال الشاعر (٢) :
بجمع تضلّ البلق في حجراته |
|
ترى الأكمّ فيها سجّدا للحوافر |
أي مذلّلة ، ويقال : نساء سجّد ، إذا كنّ فاترات الأعين (٣) ، قال :
والهوى إلى حور المدامع سجّد (٤).
والإسجاد : الاطراق وإدامة النّظر في فتور وسكون ، قال الشّاعر (٥) :
أغرّك منّى أنّ ذلك عندنا |
|
وإسجاد عينيك الصّيودين رابح |
و (آدم) : أفعل من الأدمة وهي السّمرة ، وقيل : أخذ من أدمة الأرض (٦).
ومعنى أبى وامتنع واحد ، والاستكبار والتّكبر والتّعظم والتّجبر واحد ، ونقيضه التّواضع.
فصل :
وممّا يسأل عنه أن يقال : أكان إبليس من الملائكة حتى استثنى منهم أم لا؟
__________________
(١) البيت لأبي الاخزر الحماني. ذكره الزبيدي في تاج العروس : ٣ / ٥٦٩. وجاء من غير نسبة في جامع البيان : ١ / ٤٥٤ ، واللسان : ٥ / ٢١١ (حنف).
الشاعر يصف ناقتين خرتا من الاعياء أو نحرتا فطأطأتا رؤوسهما ، فشبه إسجادهما بسجود النصرانة.
والإسجاد : طأطأة الرأس. والسجود : وضع الجبهة على الأرض.
والتحنف : اعتناق الحنفية ، أي : الإسلام.
(٢) البيت لزيد الخيل بن مهلهل ، أدرك الإسلام ، ووفد على النبي صلىاللهعليهوسلم وأسلم وسماه (زيد الخير). ينظر طبقات الشعراء : ١٢٩ ، والشعر والشعراء : ١٧٩.
البلق : الخيل إذا كان فيها سواد وبياض. الحجرات : جمع حجرة وهي الناحية. والأكم : واحد أكمة ، وهي التل.
وسكنت الكاف لضرورة الشعر ينظر العين : ٤ / ٤٥١ (بلق) ، واللسان : ١٢ / ٢٠ (أكم).
(٣) العين : ٦ / ٤٩ (سجد).
(٤) ذكره الخليل في العين : ٦ / ٤٩ (سجد) ، والطوسي في مجمع البيان : ١ / ١٦٠.
(٥) البيت لكثير عزة : ديوانه : ١ / ٨٢ ، والبيت ذكره ، وابن السكيت في إصلاح المنطق : ٣٠. والجوهري في الصحاح : ٢ / ٤٨٤ (سجد).
(٦) ينظر الفروق اللغوية : ٢٤١.