(أ) لأن الصوم
اليهودى مرتبط بأحداث معينة فى التاريخ اليهودى ، وهو مقتصر على يوم واحد هو الذى
أمرتهم شريعة موسى بصومه ، وهو يوم الغفران «سفر الأوليين الإجماع السادس عشرا آية
(٢٩)» ويأتى بعد ذلك صوم بعض أيام أخرى متفرقة هى أيام الأسر ، وهى مخصصة للصوم
إحياء لذكرى النكبات التى حلت باليهود «سفر زكريا إجماع (٨) آية (٩)» وهذه الأيام
هى : صوم الشهر الرابع «تموز» والشهر الخامس «آب» والشهر السابع «تشرين» والشهر
العاشر «شباط» ، ويبدأ الصوم من طلوع الشمس وينتهى بظهور أول نجوم الليل فى المساء
فيما عدا صوم يوم الغفران والتاسع من «آب» والذى يستمر من المساء حتى المساء
التالى ، وخلال الصوم يمتنعون فقط عن الأكل والشرب ، وهكذا نرى أن الصوم اليهودى
لا يتشابه إطلاقا مع الصوم الإسلامى لما يأتى :
(أ) الصوم
الإسلامى يستغرق شهرا كاملا هو شهر رمضان ، وليس يوما واحدا ، أو يوما وليلة كما
هو الحال عند اليهود.
(ب) الصوم
الإسلامى ليس مرتبطا بأية أحداث فى التاريخ الإسلامى ولا أية نكبات قد حلت بالمسلمين
، ولكنه ركن أساسى من أركان الإسلام الخمسة ، وشعيرة أصلية ، وعلى عكس ذلك فإن
الصوم اليهودى صوم اتفاقى وليس مفروضا إلا حين تتعرض الأمة اليهودية للاضطهاد ،
وليس عند ما تعيش فى سلام «س. ه» (١٨) «الموسوعة اليهودية الجزء (٥) ص (٣٤٧)» ، إن
الصوم كشعيرة دينية كان موجودا فى كثير من الأديان التى سبقت اليهودية ، وكان يتخذ
أشكالا كثيرة وأهدافا كثيرة ، فقد كان فعلا من أفعال التوبة ، أو الكفارة ، كما
كان عملا من أعمال التطهير ووسيلة لتقوية الشعائر السحرية ، كما كان أخيرا تعبيرا
عن الحداد وبعيدا عن الحديث عن البدائيين ، كان الصوم فى مصر وسيلة غفران الذنوب ،
وكان الصوم فى بابل شعيرة منظمة بهدف التوبة كما توضح ذلك مزامير التوبة عند
البابليين ، ويصف التائب الصوم بأنه لا يأكل فى خلاله ولا يشرب الماء ، وهو فى
أيام محدودة لا سيما فى فترات الأحزان والنوائب ، حيث يجب القيام بصيام خاص «انظر
: بو سلمان البابلى