الْكِفَّتَانِ إِلَّا بِاللِّسَانِ وَلَا يَقُومُ اللِّسَانُ إِلَّا عَلَى الْكِفَّتَيْنِ أَنْتُمَا الْإِمَامَانِ وَلِأُمِّكُمَا الشَّفَاعَةُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَنْتَ تَوَفَّى الْمُؤْمِنِينَ أُجُورَهُمْ وَتَقْسِمُ الْجَنَّةَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ شِيعَتِكَ (١).
فصل
في مناقب خديجة بنت خويلد أم فاطمة علیهما السلام
حيث ذكرت ما أمكن من مناقب فاطمة علیهما السلام غير مدع الاستقصاء فإن مناقبها تجل عن العد والإحصاء شرعت في ذكر شيء من فضائل أمها علیهما السلام ليعلم أن الشرف قد اكتنفها من جميع أقطارها وأن المجد أوصلها إلى غاية يعجز المجارون عن خوض غمارها ومهما ذكره ذاكر فهو على الحقيقة دون مقدارها.
نَقَلْتُ مِنْ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم خَيْرُ نِسَائِهَا (٢) خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ.
وَمِنْهُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ (٣).
" وَمِنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ أَوَّلَ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيٌّ علیهما السلام وَقَالَ مَرَّةً أَسْلَمَ وقد تقدم ذكر تقدم إسلامها علیهما السلام وأنها سبقت الناس كافة فلا حاجة إلى إعادة ذلك وهو مشهور.
وَمِنَ الْمُسْنَدِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم قَالَ حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ ابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ
________________
(١) وفي نسخة وبين أهلها وهم شيعتك.
(٢) وكأنّ الضمير يرجع إلى الأمة ، يدل عليه سياق الكلام وقد مر الكلام في نظيره في قوله أشقاها في باب قتل أمير المؤمنين عليه السلام فراجع.
(٣) قال الجزريّ الصخب : الضجة واضطراب الأصوات للخصام ومنه حديث خديجة : لا صخب فيه ولا نصب ـ وقال في موضع آخر : النصب : التعب.