ولقد سرى فيما يسير بليلة |
|
بعد العشاء بكربلاء في موكب |
حتى أتى متبتلا في قائم |
|
ألقى قواعده بقاع مجدب (١) |
فدنا فصاح به فأشرف ماثلا |
|
كالنسر فوق شظية من مرقب |
هل قرب قائمك الذي بوأته |
|
ماء يصاب فقال ما من مشرب |
إلا بغاية فرسخين ومن لنا |
|
بالماء بين نقا وقي سبسب |
فثنى الأعنة نحو وعث فاجتلى |
|
ملساء تلمع كاللجين المذهب |
قال اقلبوها إنكم إن تقلبوا |
|
ترووا ولا تروون إن لم تقلب |
فاعصوصبوا في قلبها فتمنعت |
|
منهم تمنع صعبة لم تركب |
حتى إذا أعيتهم أهوى لها |
|
كفا متى يرد المغالب تغلب |
فكأنها كرة بكف حزور |
|
عبل الذراع دحا بها في ملعب |
فسقاهم من تحتها متسلسلا |
|
عذبا يزيد على الألذ الأعذب |
حتى إذا شربوا جميعا ردها |
|
ومضى فخلت مكانها لم يقرب |
أعني ابن فاطمة الوصي ومن يقل |
|
في فضله وفعاله لم يكذب |
(شرح غريب هذه الأبيات) الشظية الفلقة من العصا ونحوها في الأصل وأراد بها هنا عقبة دقيقة ذات حرف تشبيها بها والمرقبة والمرقب الموضع المشرف وماثلا قائما منتصبا النقا بالقصر الكثيب من الرمل وتثنيته نقوان ونقيان أيضا والقي القفر وكذلك القوا والقواء بالمد والقصر ومنزل قواء لا أنيس به والسبسب المفازة وبلد سبسب وسبساب الوعث المكان السهل الكثير الدهس تغيب فيه الأقدام ويشق على من يمشي فيه وأوعثوا وقعوا في الوعث والدهس والدهاس المكان السهل اللين لا يبلغ أن يكون رملا وليس هو بتراب ولا طين واللجين الفضة جاء مصغرا كالثريا والكميت اعصوصبوا اجتمعوا واشتدوا والصعبة الناقة التي لم ترض ولم تذلل الحزور بالتخفيف والتشديد الغلام إذا اشتد وقوي وخدم والجمع الحزاورة
________________
(١) القاع : ارض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام. وجدب المكان :محل والمحل : انقطاع المطر ويبس الأرض.