سمي القاضي الحاكم (وَقَضى رَبُّكَ) أمر (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) أعلمنا فهذا يأتي مقرونا بإلى (إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ) عهدنا (فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ) فرغتم (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) مات (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) وجب (أَمْراً مَقْضِيًّا) كتابا (مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى) إتمام (فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ) وفى (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) فاصنع (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً) يقدر النَّبِيُّ ع يَقُولُ اللهُ تَعَالَى مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَلَمْ يَشْكُرْ لِنَعْمَائِي وَلَمْ يَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي فَلْيَتَّخِذْ رَبّاً سِوَائِي. زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ قَالَ الصَّادِقُ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَجَمَعَ اللهُ الْخَلَائِقَ سَأَلَهُمْ عَمَّا عَهِدَ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَسْأَلْهُمْ عَمَّا قَضَى عَلَيْهِمْ. النَّبِيُّ ع سَيَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْمَلُونَ بِالْمَعَاصِي ثُمَّ يَقُولُونَ هَذِهِ مِنَ اللهِ قَضَاءٌ وَقَدَرٌ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَأَعْلِمُوهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ. وَأُتِيَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِمُفْتَرٍ قَاذِفٍ فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا لِمَ قَذَفْتَ هَذَا الْمُؤْمِنَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ قَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ فَقَالَ كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ عَلَى اللهِ (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ) وَهَذَا هُوَ الْبَاطِلُ فَأَمَرَ بِحَدِّ الْفِرْيَةِ ثُمَّ أَمَرَ ثَانِياً حَتَّى أُقِيمَ عَلَيْهِ حَدُّ الِافْتِرَاءِ فَلَمَّا أَفَاقَ وَقَامَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَمَعْتَ عَلَيَّ بَيْنَ مَا لَمْ يَجْمَعِ اللهُ عَلَيَّ فَقَالَ ع كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ مَا ضَرَبْتُكَ إِلَّا حَدَّ اللهِ أَمَّا الْأَرْبَعِينَ فَلِإِفْكِكَ عَلَى اللهِ حِينَ نَسَبْتَ إِلَيْهِ قَضَاءَ الْمَعْصِيَةِ وَأَمَّا الثَّمَانِينَ فَهُوَ حَدُّ الْقَذْفِ. وقال جميع الحشوية ومعظم رواة العامة ونقله أحمد بن حنبل أن عمر بن الخطاب أتي بسارق فقال ما حملك على هذا فقال قضاء الله وقدره فضربه عمر ثلاثين سوطا ثم قطع يده فقال قطعت يدك بسرقتك وضربتك بكذبك على الله وقال أبو مريم الثنوي لأبي موسى الأسواري ما أحسن دينكم لو لا أنكم تقولون إن الله يقضي هذه الفواحش ثم يعذب عليها فقال الحسن هذه حجة الله قامت على لسان أبي مريم أعلموه أننا لا نقول هذا إنما يقول السفهاء منا فأسلم أبو مريم وقال أبو محمد المدائني أقول إذا أعطيت الكتاب يا رب إني معترف بما فيه ولكن خبرني أهو شيء ركبته أم شيء قضي علي فإن كنت فعلت فعبدك أخطأ وأساء فإن تعف فبفضلك وإن تعذب فبعدلك وإن كان قضي علي قلت يا معشر الخلائق أين العدل الذي كنا نسمع به في دار الدنيا ليس هاهنا منه قليل ولا كثير وقال بعض الناس لو كان الزناء كما قضى الله لكان الرضا به خيرة لإجماع الناس على قولهم الخيرة فيما يصنع الله نظم :
أصفع المجبر الذي بقضاء السوء قد رضي |
|
فإذا قال لم فعلت فقل هكذا قضي |
الملك الصالح :