ليس فيها ذكر للمحبة والعجل لا يشرب وكذلك المحبة ولم يقل إن الله أشرب قلوبهم وذكر أنهم أشربوا ذلك بكفرهم ولفظ المجهول لا حكم له وقد يأبى أن يكون له فاعل سوى الموصوف شاعر :
لم يخلق الله خلقه عبثا |
|
ولم يدعهم سدى بما صنعوا |
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم |
|
وإن أساءوا بفعلهم وقعوا |
قوله سبحانه :
(لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها) أي كأنهم لم يفقهوا بقلوبهم ولم يسمعوا بآذانهم ولم يبصروا بعيونهم ما كانوا يؤمرون به كأنهم صم بكم عمي ـ مسكين الداري :
أعمى إذا ما جارتي خرجت |
|
حتى يواري جارتي الستر |
وأصم عما كان بينهما |
|
سمعي وما بي غيره وقر |
قوله سبحانه :
(وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) قالوا ما للنفي يعني ما تغني عنهم شيئا يدفع الضرر إذا لم يفكروا فيها كقولك وما تغني عنك المال شيئا إذا لم تنفقه في وجوه وقالوا ما للاستفهام كقولك أي شيء تغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها.
قوله سبحانه :
(وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) أراد بالسوء عذابا ونقمة والعذاب يكون سوءا ولا يكون إساءة لأن الإساءة هي التي متى فعلها فاعلها فهو مسيء والإساءة الكفر وأما السوء فقد يكون حكمة وعدلا والعذاب والنقمة من العدل والحكمة.
قوله سبحانه :
(وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) فيه دلالة على أن الكفر ليس من فعل الله ولا بإرادته لأنه لو كان مريدا له لكان راضيا به لأن الرضا هو الإرادة إذا وقعت على وجه