أراد أن الله لا يهدي من يضله أو قلت إن من أضله الله لا يهتدي ومن ضم الياء أراد أن من حكم الله بضلالة وسماه ضالا لا يقدر أحد أن يجعله هاديا أو قلت إن من أضله الله لا يقدر أحد على هدايته إليها ولا يقدر هو أيضا على أن يهتدي إليها.
قوله سبحانه :
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) اللفظ لا ينبئ عن أنه يفعل خلافه وإنما يسأله ذلك المؤمنون ولو كان المراد به الإيمان لم يكن لسؤالهم ما أعطوه معنى ولكان الواجب أن يقول ذلك من لم يعطه والظاهر يدل على الاستقبال وَقَالَ مَجُوسِيٍّ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع كَيْفَ أَدْخَلَ فِي دَيْنٌ لَمْ يَهْتَدِ أَرْبَابِهِ حَيْثُ لَا يَزَالُونَ يَقُولُونَ اهْدِنَا فَأَجَابَهُ ع إِنْ مَعْنَاهُ ثَبِّتْنَا.
قوله سبحانه :
(فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) أي جعل الاتباع إلى المخلوق ولو كان من الله تعالى لقال فمن اتبعه هداي.
قوله سبحانه :
(وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) ي زيد الذين اهتدوا إلى طاعة الله واجتناب معاصيه هدى ووجه الزيادة لهم فيه أن يفعل بهم الألطاف التي تستكثرون عندها الطاعات بما يبينه لهم من وجه الدلالات والأمور الداعية إلى فعل الخيرات وقيل زيادة الهدى هي بإيمانهم بالناسخ والمنسوخ.
قوله سبحانه :
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) معناه أنه لا يهتدي إلى طريق الجنة أو لا يحكم بهدايته إلى الحق من هو كاذب على الله بأنه أمره باتخاذ الأصنام.
قوله سبحانه :
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) أي ستار لمن تاب من المعاصي فأسقط عقابه وأستر عليه معاصيه إذا أضاف إلى إيمانه الأيمان الصالحة