ولا يلزم النبي ع هداية أولئك وإنما عليه التبليغ لقوله (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ويفسرون الهدى بالفقه والثواب ثم قال (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) قال ابن الإخشيد والزجاج إنما علق الهداية بالمشية لمن كان في المعلوم أنه يصلح باللطف وليس كل أحد يصلح به فلذلك جاء الاختصاص بالمشية وقال الجبائي الهداية في الآية هو إلى طريق الجنة.
قوله سبحانه :
(إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) قالوا كان النبي ع يحب إسلام أبي طالب ويكره إسلام الوحشي فنزلت الآية في أبي طالب ونزل في الوحشي (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) فلم يسلم أبو طالب وأسلم الوحشي فلو جاز للنبي ع أن يخالف الله تعالى في إرادته لجاز أن يخالفه في أوامره ونواهيه وإذا كان لم يرد إيمانه وأراد كفره وأراد النبي ع إيمانه فقد حصل غاية الخلاف بين إرادتي الرسول والمرسل ابن ذريك :
ولو لم يكن قد شاء طاعاتهم لما |
|
أتاهم بها عن ربهم مطلق الأمر |
يوافق إبليس اللعين بزعمهم |
|
بغير وفاق المصطفى العلم الطهر |
وحين أراد الكفر من معشر فلم |
|
دعاهم إلى الإيمان هذا من الهجر |
وما حاجة الدنيا إلى الرسل حين من |
|
توخى بهم إيمانهم سبب الكفر |
قوله سبحانه :
(هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) الإيمان ليس بهدى من جهة كونه إيمانا وليس فيه تخصيص ولا يصح أن يكون هدى مذهبهم لأن العبد عندهم غير مختار و (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) لا يدل على أنه ليس بهدى لغيرهم.
قوله سبحانه :
(مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ) أي بيانا ودلالة على أن الله تعالى هدى الكافر إلى الإيمان كما هدى المؤمن.
قوله سبحانه :
(إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُ) من فتح الياء