يسأل أصحاب بشر بن المعتمر ويقول أنتم تحمدون الله على إيمانكم فهم يقولون نعم فيقول فكأنه يجب أن يحمد على ما لم يفعل وقد قال (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا) فيقولون له إنما ذم من أحب أن يحمد بما لم يفعل مما لم يعز عليه ولم يدع إليه وهو يشغب إذا قيل ثمامة بن أشرس فقال بشر دونك الرجل فسله فسأله عن المسألة فقال هل يجب عليك أن تحمد الله على الإيمان قال لا بل هو يحمدني عليه لأنه أمرني به ففعلته وأنا أحمده على الأمر به والتقوية عليه فانقطع المجبر فقال بشر شنعت فسهلت وقال المأمون لثنوي خبرني هل ندم مسيء قط على إساءة قال نعم قال فالندم على الإساءة إحسان أو إساءة قال إحسان قال فالذي ندم هو الذي أساء أو غيره قال هو الذي أساء قال فأرى صاحب الخير هو صاحب الشر وقد بطل قولكم إذا الذي ينظر نظر الوعيد هو الذي ينظر نظر الرحمة قال فإني أزعم أن الذي أساء غير الذي ندم قال فهذا الذي ندم على شيء كان منه أم من غيره فأفحمه وأنشد ذو الرمة.
وعينان قال الله كونا فكانتا |
|
فعولان بالألباب ما تفعل الخمر |
فقيل له فعولين خبر الكون فقال لو سبحت ربحت وإنما قلت وعينان فعولان وصفتها بذلك وإنما تجوز بذلك من الجبر
فصل
قوله تعالى حكاية عن الكفار (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) فكذبهم الله تعالى (بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) يعترف إبليس بعصيانه يوم القيامة ويقول (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ) ويعاند الجبري فيقول (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) فينطق أعضاءه (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) ويقول إبليس (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ) ويقول قرينه من الجن والإنس أو الملائكة (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) وقالت الكفرة (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ) (هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ) والجبرية تضيف كل سيئة إليه (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) وقالت المشبهة كلتا يديه يمين وقالت النصارى (إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ) وقالت المجبرة تاسع تسعة وقالت المشركون بنات الله وقالت الجبرية صفات الله قديمة زعم المجبر أنه لا يقدر على تحريك ريشة ثم يعمل بالاختيار والنص والشورى أول من أظهر الجبر في هذه الأمة معاوية ذلك أنه خطب فقال يا أهل الشام أنا خازن من خزان ربي أعطي