لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الإيمان هو التصديق بالقلب ولا اعتبار بما يجري على اللسان وهو في وضع اللغة التصديق وليس باسم لأفعال الجوارح يقال فلان يؤمن بكذا وقال الله تعالى (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) وقال (يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) وقال (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) أي بمصدق في الحق وقال (مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسابِ) وقال (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) وقال (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) كذبهم الله مع إظهار الشهادة وقال (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) وقال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) أخبر أنهم مؤمنون وإن لم يهاجروا وقال (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ) يدل على أنه يكون مؤمنا وإن لم يعمل الصالحات وقال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) فرق بين الإيمان والأعمال وقال (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) إلى قوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فسماهم في حال البغي والمعصية إخوة للمؤمنين وقال (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ. يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ) حكى عنهم كراهة الحق والجدال فيه بعد وضوحه مع تسميتهم بالإيمان وقال (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) العمل لا يطلق إلا على أفعال الجوارح لأنهم لا يقولون عملت بقلبي وإنما يقولون عملت بيدي أو برجلي ثم إن هذا مجاز يحمل على الضرورة وكلامنا مع الإطلاق قال سعيد بن جبير جاء بنو أسد إلى النبي ع في سنة جدبة وأظهروا الإسلام يطلبون الخير فأخبر الله سبحانه بذلك ليكون معجزة له فقال (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) أي خضعنا للإسلام وهو الاستسلام / ط ـ أَنَسٌ قَالَ النَّبِيُّ ع الْإِسْلَامُ قَبْلَ الْإِيمَانِ وَعَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ وَالْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ.
قوله سبحانه :
(فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وقوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وقوله (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) يدل على أن الإسلام هو الإيمان على الحقيقة ومتى عرى عنه كان مجازا.
قوله سبحانه :
(فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) وقوله (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) إنما أراد من