(وَسَرِّحُوهُنَّ) اي أخرجوهن من منازلكم لعدم حقّ لكم عليهنّ.
(سَراحاً جَمِيلاً) من غير ضرار ولا منع حقّ واجب من متعة ومهر وغيرهما ومن فسّره بالطّلاق فقد أبعد لأنّه مرتّب عليه كالمتعة.
الثامنة :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً) جمع زوج بمعنى الزّوجة (يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ) اي يحبسنّها للعدّة (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) خبر عن الذين على حذف المضاف أي أزواج الذين يتوفّون الى آخره ، أو انّ العائد في الخبر محذوف اي يتربّصن بعدهم كقولك : السّمن منوان بدرهم ، أو أنّ التّقدير يتربّصن أزواجهم فلا حاجة الى تقدير العائد. وقوله عشرا بالتّأنيث تغليبا للّيالي على الأيّام إذا اجتمعت في التاريخ.
وفي الكشاف : ولا تراهم قطّ يستعملون التّذكير فيه (١) ذاهبين إلى الأيّام تقول : صمت عشرا ولو ذكّرت خرجت من كلامهم قال : ومن البيّن قوله تعالى : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) ثمّ قوله (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) وقيل في سبب التّغليب انّ مبدأ الشّهر من اللّيل والأوائل أقوى من الثّواني ، وأيضا هذه الأيّام أيّام الحزن وأيام المكروه فخليق بأن تسمّى ليالي والخبر بمعنى الأمر كما مرّ غير مرّة.
ومقتضى الآية وجوب التّربّص المدّة المذكورة على كلّ من توفّى عنها
__________________
(١) الكشاف ج ١ ، ص ٢٨٢ : وفي روح المعاني للالوسى.
«وذكر أبو حيان أن قاعدة تذكير العدد وتأنيثه انما هي إذا ذكر المعدود واما عند حذفه فيجوز الأمران ولعله أولى مما قيل» انتهى.
قلت : انظر البحر المحيط ج ٢ ، ص ٢٢٣ و ٢٢٤ وحاشيتهما : وانظر البحث في شرح الاشمونى بحاشية الصبان ج ٤ ، ص ٥١ ، وشرح الرضى على الكافية طبعة اسلامبول ج ٢ ، ص ١٥٦ ، والحدائق الندية في شرح الصمدية للعلامة الجليل القدر السيد على خان المدني طبعة ١٢٧٤ ه ق بالقطع الرحلى ، وفي قلائد الدرر ج ٣ ، ص ٢٤٦ و ٢٤٧ في البحث بيان لطيف دقيق جدا فليراجع.