(خَلَقَ الْإِنْسانَ) يعني ابن آدم ، (مِنْ عَلَقٍ) ، جمع علقة.
(اقْرَأْ) ، كرره تأكيدا ثم استأنف فقال : (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ، فقال الكلبي : الحليم عن جهل العباد لا يعجل عليهم بالعقوبة.
(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (٤) ، يعني الخط والكتابة.
(عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (٥) ، من أنواع الهدى والبيان. وقيل : علم آدم الأسماء كلها. وقيل : الإنسان هاهنا محمد صلىاللهعليهوسلم ، بيانه : (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) [النساء : ١١٣].
(كَلَّا) ، حقا ، (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى) ، ليتجاوز حده ويستكبر على ربه.
(أَنْ) ، لأن ، (رَآهُ اسْتَغْنى) ، أن رأى نفسه غنيا ، قال الكلبي : يرتفع عن منزلة إلى منزلة في اللباس والطعام وغيرهما.
وقال مقاتل : نزلت في أبي جهل كان إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه فذلك طغيانه.
(إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) (٨) ، أي المرجع في الآخرة.
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى) (١٠) ، نزلت في أبي جهل نهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن الصلاة.
[٢٣٧٢] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عبيد (١) الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قالا ثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال أبو جهل : هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنّ على رقبته ولأعفرنّ وجهه في التراب ، قال : فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يصلي ، زعم ليطأ على رقبته ، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتقي بيديه ، قال فقيل له : ما لك يا أبا الحكم؟ قال : إن بيني وبينه لخندقا من نار ، وهولا وأجنحة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا» ، قال : فأنزل الله ـ لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه ـ (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى (٦) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى (٧) إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى (٩) عَبْداً إِذا صَلَّى) (١٠) الآيات. ومعنى أرأيت هاهنا تعجيب للمخاطب ، وكرر هذه اللفظة للتأكيد.
(أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى (١٤) كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ (١٨) كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩))
__________________
[٢٣٧٢] ـ إسناده على شرط مسلم.
ـ معتمر هو ابن سليمان بن طرخان التيمي ، أبو حازم هو سلمة بن دينار.
ـ وهو في «صحيح مسلم» ٢٧٩٧ عن عبيد الله بن معاذ ومحمد بن الأعلى القيسي بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٦٨٣ وأحمد ٢ / ٣٧٠ وابن حبان ٦٥٧١ والبيهقي ٢ / ٨٩ وأبو نعيم في «الدلائل» ١٥٨ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٥٢٩ من طرق عن معتمر بن سليمان به.
ـ وأخرجه الطبري ٣٧٦٨٧ من طريق ابن ثور عن أبيه عن نعيم بن أبي هند به.
(١) في المطبوع «عبد» وهو خطأ.