يشهد على ابن آدم ، والمشهود يوم القيامة. وتلا : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (٢١) [ق : ٢١] ، و (وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ) [هود : ١٠٣] ، وقيل : الشاهد الحفظة والمشهود بنو آدم ، وقال عطاء بن يسار : الشاهد آدم وذريته ، والمشهود يوم القيامة. وروى الوالبي عن ابن عباس : الشاهد هو الله عزوجل والمشهود يوم القيامة. وقال الحسين بن الفضل : الشاهد هذه الأمة والمشهود سائر الأمم. بيانه : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة : ١٤٣] وقال سالم بن عبد الله : سألت سعيد بن جبير عن قوله : (وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) (٣) ، فقال : الشاهد هو الله والمشهود نحن ، بيانه : (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) وقيل : الشاهد أعضاء بني آدم ، والمشهود ابن آدم بيانه : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) [النور : ٢٤] الآية. وقيل : الشاهد الأنبياء والمشهود محمد ، بيانه قوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) إلى قوله : (فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران : ٨١].
(قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) (٤) ، أي لعن ، والأخدود : الشق المستطيل في الأرض كالنهر ، وجمعه أخاديد. واختلفوا فيهم.
[٢٣٢٧] أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن سعدان الخطيب أخبرني أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن قريش بن نوح بن رستم ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر ، فلما كبر قال للملك (١) : إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر ، فبعث إليه غلاما يعلمه ، وكان في طريقه إذا سلك إليه راهب ، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ، وكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب ، وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه ، وإذا رجع من عند الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله ضربوه ، فشكا إلى الراهب ، فقال : إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس ، فقال : اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر ، فأخذ حجرا ثم قال اللهم : إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ، فرماها فقتلها فمضى الناس ، فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى ، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء ، فسمع جليس للملك وكان قد عمي ، فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال ما [هاهنا](٢) لك أجمع إن أنت شفيتني ، قال : إني لا أشفي أحدا إنما يشفي
__________________
[٢٣٢٧] ـ إسناده على شرط مسلم.
ـ ثابت هو ابن أسلم البناني.
ـ وأخرجه مسلم ٣٠٠٥ وابن حبان ٨٧٣ والواحدي في «الوسيط» ٤ / ٤٥٩ ـ ٤٦٠ من طريق هدبة بن خالد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الطبري ٣٦٨٧٤ من طريق حرمي بن عمارة عن حماد بن سلمة به.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٣٤٠ وعبد الرزاق ٩٧٥١ والطبراني ٧٣١٩ من طريق معمر عن ثابت به.
ـ وأخرجه النسائي في «الكبرى» ١١٦٦١ وأحمد ٦ / ١٧ و ١٨ والطبراني ٧٣٢٠ من طرق عن حماد بن سلمة به.
(١) زيادة عن المخطوط وباقي النسخ.
(٢) العبارة في المطبوع «هذا قال هذا» والمثبت عن مسلم والمخطوط. لكن لفظ المخطوط «هنالك».