(ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ) ، رجع إليهم ، (يَتَمَطَّى) ، يتبختر ويختال في مشيته قيل : أصله يتمطط أي يتمدد والمطّ هو المد.
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٣٥) ، هذا وعيد على وعيد من الله عزوجل لأبي جهل ، وهي كلمة موضوعة للتهديد والوعيد. وقال بعض العلماء : معناه إنك أجدر بهذا العذاب وأحق وأولى به ، تقال للرجل حيث يصيبه مكروه يستوجبه. وقيل : هي كلمة تقولها العرب لمن قاربه المكروه وأصلها من الولي وهو القرب قال الله تعالى : (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) [التوبة : ١٢٣].
[٢٣٠٠] وقال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) (٣٥) ، فقال أبو جهل : أتوعدني يا محمد والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئا وإني لأعز من مشى بين جبليها؟ فلما كان يوم بدر صرعه الله شر مصرع ، وقتله أسوأ قتلة.
[٢٣٠١] وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن لكل أمة فرعونا وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل».
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (٣٦) ، هملا لا يؤمر ولا ينهى ، قال السدي : معناه المهمل وإبل سدى إذا كانت ترعى حيث شاءت بلا راع.
(أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى) (٣٧) ، تصب في الرحم ، قرأ حفص عن عاصم (يُمْنى) بالياء وهي قراءة الحسن ، وقرأ الآخرون بالتاء لأجل النطفة.
(ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى) (٣٨) ، فجعل فيه الروح وسوى خلقه.
(فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) (٣٩) ، خلق من مائه أولادا ذكورا وإناثا.
(أَلَيْسَ ذلِكَ) ، الذي فعل هذا ، (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى).
[٢٣٠٢] أخبرنا أبو طاهر عمر بن عبد العزيز القاشاني أنا أبو عمرو القاسم بن جعفر الهاشمي أنا أبو
__________________
[٢٣٠٠] ـ ضعيف. أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» ٣٤١٩ والطبري ٣٥٧٣١ و ٣٥٧٤٢ عن قتادة مرسلا. وكرره ٣٥٧٣٣ من مرسل عبد الرحمن بن زيد ، وابن زيد متروك فالخبر ضعيف.
[٢٣٠١] ـ لم أره بهذا اللفظ.
وإنما ورد عند أحمد ١ / ٤٤٤ والبيهقي في «الدلائل» ٣ / ٨٨ من طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود في أثناء حديث ، وفيه «هذا فرعون هذه الأمة.
ـ وإسناده منقطع.
قال الهيثمي في «المجمع» ٦ / ٧٩ : وهو من رواية أبي عبيدة عن أبيه ، ولم يسمع منه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.
ـ وورد أيضا عن الطبراني ٨٤٧٤ من وجه آخر في أثناء حديث بلفظ «هذا فرعون هذه الأمة».
وذكر الهيثمي في «المجمع» ٦ / ٧٩ وقال : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن وهب بن أبي كريمة ، وهو ثقة.
ـ وقال عنه الحافظ في «التقريب» : صدوق ، لكن فيه عنعنة أبي إسحاق.
ـ وأخرجه البزار ١ / ٢٨٨ والطبراني ٨٤٧٥ من وجه آخر ورجاله ثقات مشاهير ، ليس فيه إلا عنعنة أبي إسحاق.
ـ الخلاصة : هو حديث حسن باللفظ الذي أوردته بمجموع طرقه ، والله أعلم.
[٢٣٠٢] ـ إسناده ضعيف ، رجاله ثقات ، لكن في الإسناد راو لم يسمّ.
ـ وهو في «شرح السنة» ٦٢٤ بهذا الإسناد.
ـ وهو في «سنن أبي داود» ٨٨٧ عن عبد الله بن محمد الزهري بهذا الإسناد.