واختلفوا في
نفقتها فذهب قوم إلى أنه لا نفقة لها إلا أن تكون حاملا [روي ذلك عن ابن عباس وهو
قول الحسن وعطاء والشعبي] ، وبه قال الشافعي وأحمد ومنهم من أوجبها بكل حال روي
ذلك عن ابن مسعود ، وهو قول إبراهيم النخعي وبه قال الثوري وأصحاب الرأي وظاهر
القرآن يدل على أنها لا تستحق إلا أن تكون حاملا لأن الله تعالى قال : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا
عَلَيْهِنَ) والدليل عليه من جهة السنة.
[٢٢٣٢] ما
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي
أنا أبو مصعب عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها
البتة وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته ، فقالت : والله ما لك
علينا من شيء فجاءت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكرت ذلك له ، فقال لها : «ليس لك عليه نفقة» وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك ، ثم قال : «تلك امرأة يغشاها
أصحابي فاعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني» قالت : فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا
جهم خطباني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أما
أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ، وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد» قالت فكرهته ، ثم قال : «انكحي أسامة بن زيد» فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به.
واحتج من لم
يجعل لها السكنى بحديث فاطمة بنت قيس أن النبي صلىاللهعليهوسلم أمرها أن تعتد في بيت عبد الله ابن أم مكتوم ولا حجة
فيه.
[٢٢٣٣] لما روي
عن عائشة أنها قالت : كانت فاطمة في مكان وحش فخيف على ناحيتها.
__________________