الجزاء بينهما أو على كلّ واحد منهما جزاء؟ قال : بل عليهما أن يجزي كلّ واحد منهما الصيد ، قلت : إنّ بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه ، قال : إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط حتّى تسألوا عنه وتعلموا» (٢٦). ومنها : موثّقة عبد الله بن وضّاح ـ على الأقوى ـ : «قال : كتبت إلى العبد الصالح : يتوارى القرص ويقبل الليل ويزيد الليل (١٢١٥) ارتفاعا وتستتر عنّا الشمس (١٢١٦) وترتفع فوق الجبل حمرة ويؤذّن عندنا المؤذّنون ، فاصلّي حينئذ وافطر إن كنت صائما أو أنتظر حتّى تذهب الحمرة التي فوق الجبل؟ فكتب عليهالسلام إليّ : أرى لك أن تنتظر حتّى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك» (٢٧). فإنّ الظاهر أنّ قوله عليهالسلام : «وتأخذ» بيان لمناط الحكم ، كما في قولك للمخاطب : «أرى لك أن توفّي دينك وتخلّص نفسك» ، فيدلّ على لزوم الاحتياط مطلقا.
ومنها : ما عن أمالي المفيد الثاني ـ ولد الشيخ قدسسرهما ـ بسند كالصحيح عن مولانا أبي الحسن الرضا عليهمالسلام : «قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام لكميل بن زياد : أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت» (٢٨). وليس في السند إلّا عليّ بن محمد الكاتب الذي يروي عنه المفيد. ومنها : ما عن خطّ الشهيد في حديث طويل عن عنوان البصريّ عن أبي عبد الله عليهالسلام يقول فيه : «سل العلماء ما جهلت ، وإيّاك أن تسألهم تعنّتا وتجربة ، وإيّاك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ الاحتياط في جميع امورك ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك عتبة للناس» (٢٩). ومنها : ما أرسله الشهيد وحكي عن الفريقين من قوله صلىاللهعليهوآله : «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإنّك لن تجد (١٢١٧) فقد شىء تركته لله عزوجل» (٣٠). ومنها : ما أرسله
______________________________________________________
١٢١٥. أي : يرتفع الظلام من الأرض إلى طرف السماء ، لأنّه إذا غربت الشمس يحدث في الأرض أثر ظلمة ، فيزيد ويرتفع تدريجا حتّى يستوعب إلى عنان السماء.
١٢١٦. يعني : شعاعها.
١٢١٧. يعني : أنّ تركك شيئا لله عزوجل غير مفقود ، بل له عوض وجزاء