وفي روايات الزهريّ والسكونيّ وعبد الأعلى : «الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه (١١٩٨) خير من روايتك حديثا لم تحصه» (٩) ، ورواية أبي شيبة عن أحدهما عليهماالسلام (١١٩٩) وموثّقة سعد بن زياد عن
______________________________________________________
١١٩٨. يحتمل أن يكون المعنى : تركك وعدم نقلك حديثا لم تروه ولم تنقله عن الغير ، بل ترويه على سبيل الوجادة مثلا ، خير من روايتك أحاديث لم تحصها كثرة.
ويحتمل أن يكون المراد بقوله : «حديثا» هو الحديث الصادر عن المعصوم عليهالسلام في نفس الأمر. وقوله عليهالسلام : «لم تروه» من الرواية صفة مؤكّدة أو حال منه مؤكّد لمضمون عامله ، ولا غرو في كون ذي الحال نكرة مع تأخّر الحال عنه ، لكون النكرة المنوّنة بتنوين التنكير في حكم الموصوفة باعتبار الواحدة المستفادة منه. والمعنى والله أعلم : تركك حديثا صادرا عن المعصوم عليهالسلام في نفس الأمر في حال كونك لم تروه ، ووضعك له في سنبله خير لك من أن تروي ما لم تحط بجميع جهاته. قوله : «لم تحصه» من الإحصاء ، وهو كناية عن الإحاطة بجهات الحديث ، كقوله تعالى : إنّ الله قد (أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً.) ومحصّل المعنى يرجع إلى أنّ حديثا لم تحط بجميع جهاته تركك روايته خير لك من روايته ، وإن كان الحديث صادرا في نفس الأمر عن المعصوم عليهالسلام.
ويحتمل أن يكون قوله : «لم تروه» من الرويّة بمعنى التفكّر ، بأن كان حرف المضارعة مضمومة والراء بعدها مفتوحة والواو بعدها مكسورة مشدّدة. والمعنى حينئذ : تركك حديثا لم تتأمّل في سنده أو معارضه أو دلالته خير من روايتك أحاديث لم تحط بها كثرة ، فتدبّر.
١١٩٩. قال الطريحي في مشتركاته : «وبالباقرين يعني المراد به محمد بن عليّ عليهالسلام وجعفر بن محمّد عليهماالسلام من باب التغليب ، وبالصادقين كذلك ، وبأحدهما أحدهما عليهماالسلام».