الملحد يقيس الدين الاسلامي ـ الذي هو من عند الله ـ على الدين المسيحي الذي هو من رجال الكنيسة ، والذي ربطته الكنيسة بها باصوله وفروعه وعقيدته وأحكامه ، قيدته بها وربطته بحبالها ، فاختلق رجالها النصوص وابتدعوا الأقوال التي توافق هواهم وتشبع رغباتهم ، جاء في «إنجيل متى» الإصحاح ١٨ فقرة ١٨ : «كل ما تر بطونه في الأرض يكون مربوطا في السماء ، وكل ما تحللونه في الأرض يكون محللا في السماء». فالكنيسة هي تحلّل وتحرّم ثم تنسخ متى تشاء وتريد ، فتحرم ما حللته وتحلل ما حرمته.
ولما كان التحليل والتحريم من رجال الكنيسة فقد جردوا المسيح من طبيعة الناسوت والبشرية ورفعوه إلى مرتبة الألوهية ، وجردوه من الغفران والحرمان والجنة والنار وبيع اشبار وافتار وأذرع وأمتار في السماء والجنة وجعلوا ذلك بيد البابا وأتباعه من القساوسة والرهبان ، فجردوا الله من سلطانه ووضعوا ذلك بأيديهم ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا.
ونسبوا إلى رسله الزنا وشرب الخمر وعقوق الوالدين ، وغير ذلك مما يتحاشى منه المؤمنون فكيف بأنبياء الله ورسله المكرمين؟!
والكنيسة الانجليزية التي حرمت الزواج على رجال الدين ، أباحت اللواط بشرط أن يكون المفعول به قادرا على أن يبارز الفاعل مبارزة الند للند ، وأقر مجلس العموم البريطاني هذه الفاحشة النكراء وصاغها بقانون ، فابتهج الشعب بذلك وأقام الحفلات وتعاطى فيها ـ علنا ـ اللواط.
كما وأنّ بابا روما برأ اليهود من دم المسيح ، وطرح النصوص التي جاءت في إنجيل متى أرضا وضرب بها عرض الحائط ، إلى غير ذلك من المخالفات.
وكان من نتائج تسلط الكنيسة واستبدادها على أتباعها ثورة الغرب الكافر والشرق الملحد عليها ، وانفصال السياسة عن الدين ، واستغلال الاكليروس في الغرب لمصالح الاستعمار ، وباستعباد العباد وإفساد البلاد وتحكم اللقطاء بالشرعيين ، كما فعلوا في فلسطين وغيرها من الأقطار والأمصار.