الموضوع الأول
[نظرية نشوء الانسان]
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) (١).
يخاطب الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة الناس ويقول لهم : إن كنتم في شك من يوم القيامة ، الذي يبعث فيه الأموات ، وتحيى فيه الأجساد من جديد ، فانظروا واعتبروا بحالكم عند ابتداء الخلقة حين خلق الانسان من تراب.
والتراب : هو المادة الأولية التي خلق منها أبونا آدم (عليهالسلام) ، ومنها خلق بقية البشر الذين عاشوا على هذه الأرض التي أنبتت النبات وغذت الحيوان ، وكنتيجة لأكل تلك النباتات والفواكه التي خرجت ونمت من التراب ، وكذلك الحيوانات التي عاشت على الأعشاب والنباتات ، تحول الغذاء الذي مصدره التراب إلى دم يجري في عروق الانسان وأعضائه ومنها (الخصيتين).
وهذا الدم تجري عليه عمليات متعددة ، يتحول بعدها في ذلك المصنع الالهي إلى مواد منوية (حيامن) وفق نظام دقيق ومحكم.
ولو قمنا بفحص (الخصية) تشريحيا وفيسولوجيا ، لوجدناها عبارة عن مصنع فعال متكامل ، يتكون من ملايين الخلايا ومئات الأنابيب (٨٠٠) أنبوب يبلغ طولها (٢٠٠ ـ ٣٠٠) متر ، لها القابلية على تحويل الدم القادم إليها إلى ملايين الحيوانات المنوية.
__________________
(١) سورة الحج : الآية ٥.