الموضوع الأوّل
«المحيض»
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (١).
يعرف المحيض طبّيا بأنّه : عبارة عن نزف وطرد فيزيولوجي للغشاء الداخلي للرحم ، ويحدث شهريا بشكل منتظم في أغلب الأحيان منذ البلوغ إلى سن اليأس ، وهو عملية هدم تقع ضمن سيطرة هرمونات (الغدة النخامية) و (المبيض).
عن هذا المحيض سئل الرسول الأكرم (ص) قبل أربعة عشر قرنا ، وهل يجوز المقاربة فيه أم لا؟ فنزلت الآية الشريفة لتوضح للمسلمين مضار وأخطار المحيض ، وطلبت منهم الابتعاد عن النساء ، وتجنب مقاربتهن أثناء فترة المحيض حتى يطهرن ، واصفة إياه بأنه أذى.
وكلمة (أذى) : مصطلح عام وجامع ، سواء كان الأذى جسميا أو نفسيا ، وذات مفهوم شمولي عام يتلاءم وقدرة الفرد المسلم على تفسيرها حسب تفكيره وعلمه واستيعابه للمضار التي تنجم نتيجة المقاربة الزوجية أثناء فترة المحيض.
والآية الكريمة لم تحدد نوع الأذى الذي سيحدث للجسد أو للنفس ، وإنّما تركت ذلك تبعا للمضاعفات والعوارض التي تحدث جراء تلك المقاربة ، فقد تكون الأضرار الناتجة ، عضوية أو روحية ، موضعية أو عامة ، مؤقتة أو دائمية ، آنية أو مستقبلية
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ٢٢٢.