الخطيرة ، علمنا مقدار المكانة التي سما القرآن بعقد الزواج إليها.
وإذا تنبهنا مرة اخرى إلى أن وصف الميثاق «بالغليظ» لم يرد في موضوع من مواضعه إلّا في عقد الزواج ، تضاعف لدينا سمو هذه المكانة التي رفع القرآن إليها هذه الرابطة السامية عن كل ما أطلق عليه كلمة ميثاق.
... فالقرآن الكريم حدد الهدف من عقد الزواج ، وهو السكنى. والسكنى بمعنى أن الاستقرار والاطمئنان في الحياة لا تتم إلّا بمشاركة المرأة بطبيعتها والرجل بطبيعته ، وهما إذن طرفا عقد الزواج.
... إنّ العلاقة الجنسية المحظة في تفكير بعض الشارحين للحياة اليومية والاجتماعية .. هو اقتران مادي ، لا ينهض أن يكون آية من آيات الله ونعمة من نعمه سبحانه ، التي يسوقها دليلا على خالقيته واستحقاقه الربوبة والعبادة في الانسان.
أما إذا تغلبت الشهوة على العقل فقد أصبح الانسان مطية لها تسيره كيف تشاء ، حتى تنتهي به إلى الهوى في طريق الضلال والفساد والفحشاء.
فجريمة (الزنا) ينكرها الناس جميعا ، وتنكرها كذلك المدنية الغربية جهرا ، وترضى عنها سرا!!
وقد أنكرها الاسلام سرا وجهرا. وجعل سرها عنده كالجهر بها ، في اعتبارها عدوانا على حدود الله ، واستباحة لحرماته .. ولكنه جعل الحد الذي أوجب إقامته على الزناة عقوبة دنيوية ، وذلك للتشنيع على هذا الفاحشة ، ونكالا بالذين يخرجون على المجتمع هذا الخروج السافر بلا حياء ، واستحياء حيائه ..
أما العقاب لمن يأتي هذه الجريمة سرا ، فهو إلى الله تعالى يوم القيامة .. إن شاء عفا رحمة وفضلا ، وإن شاء عاقب حقا وعدلا ..
ومن جهة اخرى فإنّ إباحة الزنا في مجتمع أو تفشيه بين أفراده ، دون أن ينكره ضمير المجتمع أو يتأذى به شعوره ، فإن معنى ذلك ضياع الأنساب ، وانقطاع صلة الأبناء بآبائهم ، وحل روابط الاسرة التي يقوم بناؤها على صلة الدم بين أفرادها.