وقال بعض الحكماء : «إذا انقادت النفس للعقل بما قد أشعرت من عواقب الهوى ، لم يلبث الهوى أن يصير بالعقل مدحورا ، وبالنفس مقهورا».
وقال بعض العلماء : «الهوى ملك غشوم ، ومتسلط ظلوم».
وقال بعض الادباء : «أعز العز الامتناع من ملك الهوى».
وقال بعض البلغاء : «أفضل الناس من لم تفسد الشهوة دينه ، وخير الناس من أخرج الحرص من قلبه ، وعصى هواه في طاعة ربه».
وقال بعض الأكابر : «أفضل الجهاد ، جهاد الهوى».
وقال بعض الأعاظم : «لا تسكن إلى نفسك وإن دامت طاعتها فإن لها خدائع ، وإن سكنت إليها كنت مخدوعا».
وقال أحد الشعراء :
إذا المرء أعطى نفسه كل ما اشتهت |
|
ولم ينهها تاقت إلى كل باطل |
وساقت إليه الاثم والعار بالذي |
|
دعته إليه من حلاوة عاجل |
خلق الله الانسان وهو يحمل معه العقل والشهوة ، فإذا سيطر العقل على الشهوة عاش الأنسان سعيدا ، بعيدا عن الفواحش والمفاسد ، متجها بروحه وقلبه إلى عش الزوجية السعيد ، فالزواج يعتبر من سلسلة العلاقات الكونية ومن مقتضيات الفطرة ، ومن مقتضيات قدرة الله تعالى في خلقه (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ).
(سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (١).
ويعتبر الزواج اتجاها في تركيب الانسان ، وهو اتجاه تكويني بالدرجة الاولى قبل أن يكون اتجاها تشريعيا ، أي أن إقامة علاقة بين الذكر والانثى في مجتمع الانسان ضمن إطار الزواج يعتبر سنّة وقانونا تكوينيا ، نابعا من تكوين وخلقة
__________________
(١) سورة يس : الآية ٣٦.