الموضوع الأول
«الإسكان الصّحي»
(وَأَوْحَيْنا إِلى
مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا
بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) .
في هذه الآية
الشريفة يوصي الله سبحانه نبيّه موسى وأخاه بأن يتخذ قومهما بيوتا تكون قبلة ،
يدخلها الهواء بشكل تيار لطيف دائم ، أي ذات تهوية صحّية جيدة ، لا تؤثر فيها
حرارة الشمس العالية والمؤذية ، ممّا يجعلها في وضع مناخي وبيئي لطيف ، وبذلك تؤمن
سكنا صحّيا للانسان يقيه تأثيرات الحر والبرد وتقلبات الجو.
ومن تأمل هذه
الآية يلاحظ أنها لفتت نظر الانسان إلى كبريات المشاكل البيئية التي يواجهها
الانسان المعاصر ، ألا وهي مشكلة السكن وتخطيط المدن ، وهي بلا شك مشكلة قائمة
بذاتها.
والقرآن الكريم
جعل من الآية الشريفة حجر الزاوية في مسألة التخطيط للمستقبل من خلال طرحه لمضمونها
، فوجه أنظار الخبراء والمخططين نحو مشكلة بيئية مهمة ، خصوصا في المناطق القريبة
من البحار.
وموضوع السكن
قديمه أو حديثه يتطلب منّا توفير الشروط البيئية الأساسية عند الشروع ببناء المدن
والدور السكنية ، وهذه الشروط ما وضعت إلّا من أجل الإنسان كي يعيش وسط بيئة صحّية
مريحة وملائمة لمتطلبات حياته الأساسية.
الشروط التي يجب
توفرها في المساكن : ـ
١ ـ المتطلبات الفسيولوجية الأساسية :
أ ـ صيانة الحرارة
التي تجنب فقدان حرارة جسم الانسان.
__________________