الأنجرار وراء تناول الطعام بإسراف ، الذي ينتج عنه أضرار بدنية ليس لها ما يبررها من النواحي الصحّية والعلمية.
والرسول الأكرم (ص) لم يترك هذه المشكلة ، وإنّما نبّه عليها في الكثير من أحاديثه وأقواله ، أليس القائل (ص) : «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ولا نشبع إذا أكلنا» (١).
و «المعدة بيت الداء ، والحمية رأس كل دواء ، واعط كل بدن ما عود» (٢).
و «ما ملأ ابن آدم وعاء شرّا من بطنه» (٣).
كما تطرق أمير المؤمنين الإمام علي (ع) الى هذا الموضوع الهام حيث قال : «كثرة الطعام تميت القلب كما يميت كثرة الماء الزرع» (٤).
وعن الإمام الصادق (ع) : «الأكل على الشبع يورث البرص» (٥).
وعنه أيضا : «إياك والإكثار من شرب الماء ، فإنّه مادة كل داء».
وقال (ع) : «لو أنهم أقلّوا من شرب الماء لاستقامت ابدانهم» قال : وكان النبي (ص) إذا أكل دسما أقلّ من شرب الماء ، فقيل له : يا رسول الله! إنك لتقلّ من شرب الماء؟ فقال : «إنّه أمرأ للطعام» (٦).
والإسراف : إمّا أن يكون بتناول كميات كبيرة من الطعام ، أو التركيز على نوع معين من الغذاء دون غيره ، أو الانسياق الشديد وراء رغبات النفس الغذائية دون النظر إلى الأضرار وعواقب الامور.
__________________
(١) بحار الانوار ج ٦٣ ص ٣٣٠.
(٢) مكارم الأخلاق ص ١٥٠.
(٣) مكارم الأخلاق : ص ١٤٧.
(٤) نفس المصدر : ص ١٥٧.