تفسير العلم على ثلاثة أوجه
الرّؤية. العلم بالشّىء والظّهور عليه. الإذن .
فوجه منها ؛
يعلم يعنى : يرى ؛ قوله تعالى فى سورة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ) يعنى : حتى نرى المجاهدين منكم ؛ وقد علم الله من يجاهد
منهم قبل أن يجاهدوا ؛ ولكنّه حتّى يرى ، فإنّ الله تعالى لم ير جهاده حتى جاهد ،
ـ قد علم أنّه سيفعل ـ ، وقال سبحانه فى سورة آل عمران : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) يعنى : ولمّا يرى الله (الَّذِينَ جاهَدُوا
مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) عند البلاء ، ويرى صبرهم ؛ وقال تعالى فى سورة «براءة» : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا
وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) يعنى : يرى الله (الَّذِينَ جاهَدُوا
مِنْكُمْ).
والوجه الثانى
؛ العلم بعينه ؛ قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما
تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ ،) وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ
الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ) فهذا العلم بعينه ، يعلم ما كان قبل الخلق ، وما يكون
بعدهم.
__________________