تفسير العلم على ثلاثة أوجه
(١) الرّؤية. العلم بالشّىء والظّهور عليه. الإذن (٢).
فوجه منها ؛ يعلم يعنى : يرى ؛ (٣) قوله تعالى فى سورة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ)(٤) يعنى : حتى نرى المجاهدين منكم ؛ وقد علم الله من يجاهد منهم قبل أن يجاهدوا ؛ ولكنّه حتّى يرى ، فإنّ الله تعالى لم ير جهاده حتى جاهد ، ـ قد علم أنّه سيفعل ـ (٥) ، وقال سبحانه فى سورة آل عمران : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) يعنى : ولمّا يرى الله (الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٦) عند البلاء ، ويرى صبرهم ؛ (٧) وقال تعالى فى سورة «براءة» : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ) يعنى : يرى الله (الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ)(٨).
والوجه الثانى ؛ العلم بعينه ؛ (٩) قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ ،)(١٠) وكقوله تعالى فى سورة الأنبياء : (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ)(١١) فهذا العلم بعينه ، يعلم ما كان قبل الخلق ، وما يكون بعدهم. (١٢)
__________________
(١) (١ ـ ١) سقط من ص ، م وما أثبت عن ل.
(٢) (١ ـ ١) سقط من ص ، م وما أثبت عن ل.
(٣) ل : «العلم : الرؤية» وما أثبت عن ص ، م.
(٤) الآية / ٣١.
(٥) ل : «وقد علم سبحانه منهم قبل أن يجاهدوا من المجاهد منهم ، وهو الآن الرؤية» وفى م : «يعنى : نرى ، فقد علم الله من يجاهد منهم قبل أن يجاهدوا» وما أثبت عن ص. فى (تفسير القرطبى ١٦ : ٢٥٤) «وهذا العلم هو العلم الذى يقع به الجزاء ؛ لأنه إنما يجازيهم بأعمالهم لا بعلمه القديم عليهم ؛ فتأويله : حتى نعلم المجاهدين علم شهادة ؛ لأنهم إذا أمروا بالعمل يشهد منهم ما عملوا ، فالجزاء بالثواب والعقاب يقع على علم الشهادة».
(٦) الآية / ١٤٢.
(٧) ل : «ويرى الصابرين عند البلاء ؛ يرضى صبرهم» وما أثبت عن ص ، م.
(٨) الآية / ١٦ ؛ وتسمى سورة التوبة.
(٩) ل : «العلم بالشىء والظهور عليه» وما أثبت عن ص ، م.
(١٠) سورة النحل / ٩ ؛ وسورة التغابن / ٤.
(١١) الآية / ١١٠.
(١٢) ل : «يعلم ما يكتم الخلق» وما أثبت عن ص ، م.