إنصاف ، ويجري(١) الأمور على أحسن أحوالها(٢).
بويع سلخ شهر شوّال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، وفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة أرسل جوهر عبده مع جيش عظيم إلى أقصى بلاد المغرب فمضى إلى ساحل البحر والجزائر الخالدات(٣) ، واصطاد من سمكه وأرسله إلى المعزّ لدين الله(٤).
وفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة أرسله مع جيوش عظيمة وجموع كثيرة إلى مصر فافتتحها وبها مرابع النصب ، وأظهر شعائر التشيّع.
قال جلال الدين السيوطي في تاريخه : «وفي هذه السنة جاء العبيديّون وأخذوا مصر وقامت دولة الرفض في الأقاليم : المغرب والمشرق ومصر والعراق ، وذلك أنّ كافور الإخشيدي صاحب مصر لمّا مات اختلّ النظام وقلّت الأموال على الجند [فكتب](٥) جماعة إلى المعزّ يطلبون منه عسكراً ليسلّموا اليه مصر ، فأرسل مولاه جوهر القائد في مائة ألف فارس ، فملكها ونزل موضع القاهرة اليوم واختطّها ، وبنى دار الإمارة المعزّية(٦) وهي المعروفة الآن بالقصرين(٧) ، وقطع خطبة بني العبّاس ، ولبس السواد وألبس الخطباء البياض ، وأمر أن يقال في الخطبة : اللهمّ صلّ على محمّد
__________________
(١) في المصدر : مجري.
(٢) مرآة الجنان ٢/ ٢٨٨ ، وفيه : أحكامها. بدل : أحوالها.
(٣) في الأصل : والجزائر والخالدات ، وما أثبتناه هو الصحيح.
والجزائر الخالدات : هي جزائر السعادة التي يذكرها المنجّمون في كتبهم ، كانت عامرة في أقصى المغرب في البحر المحيط ، وكان بها مقام طائفة من الحكماء ، ولذلك بنوا عليها قواعد علم النجوم. معجم البلدان٢/ ١٥٤ ـ الجزائر.
(٤) اُنظر البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ٢٣٢.
(٥) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.
(٦) في المصدر : دار الإمارة للمعزّ.
(٧) في الأصل : «وهي الأمعصرين» هكذا. وما في المتن أثبتناه من المصدر.