فإنّه بحر العلوم الذي لايوجد له ساحل وكعبة الفضائل التي تطوى إليها المراحل ، ولقد قيل : إنّه وزّع تصنيفه على أيّام عمره من يوم ولادته إلى موته فكان قسط كلّ يوم كرّاساً مع ما كان عليه من الاشتغال بالإفادة والاستفادةوالتدريس والأسفار والحضور عند الملوك والمباحثات مع الجمهورونحو ذلك من الأشغال ، وهذا هو العجب العجاب الذي لاشكّ في هولا ارتياب ...».
وفي روضات الجنّات(١) قال الخونساري :
«مفخر الجهابذة الأعلام ومركز دائرة الإسلام آية الله في العالمين ونور الله في ظلمات الأرضين واستاد الخلايق في جميع الفضائل باليقين جمال الملّةوالحق والدين أبو منصور الحسن ابن الشيخ الفقيه النبيه سديد الدين يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي المشهور بالعلاّمة أعلى الله في حظيرة قدسه مقامه وأسبغ عليه فواضله وأنعامه ... إلى قوله : فهذه نسبته ونسبه ، وأمّا فضله وحسبه وعلمه وأدبه فالأحسن والأحقّ والأولى أن نقرّرها لك بهذا التقرير :
لم يكتحل حدقة الزمان له بمثل ولانظير ولمّا تصل أجنحة الإمكان إلى ساحة بيان فضله الغزير ، كيف! ولم يدانه في الفضائل سابق عليه ولالاحقولم يثن إلى زماننا هذا ثناؤه الفاخر الفائق وإن كان قد ثُني ما أُثني على غيره من كلّ قلب جميل رائق وعلم جليل لائق ، وإذن فالأولى لنا التجاوزعن مراحل نعت كماله والاعتراف بالعجز عن التعرّض لتوصيف أمثاله ، ولنعم ما أسفر عن حقيقة هذا المقال صاحب كتاب نقد الرجال
__________________
(١) روضات الجنات ٢/٢٦٩.