وتعديلهم أحد مفردات علم الرجال المتمثّلة بدراسة أحوال الرواة من جميع الأحوال ، لا بل يعدّ من أهمّ المفردات ، لأنّه يدلّ على الحكم على الرواة بدرجة قطعية بعد جمع الأدلّة بوثاقة أو ضعف الراوي. وعلى ما يبدو فإنّ علم الجرح والتعديل هو فرع مكمّل لمهمّة أو وظيفة علم الرجال أو أداة من أدوات الرجاليّين ، والدليل على ذلك احتواء أغلب كتب الرجال على ألفاظ الجرح والتعديل ، ويشار أحياناً إلى بعض التأليفات الرجالية ضمن تأليفات الجرح والتعديل ، ولاسيّما عند مدرسة الجمهور. كما إنّه عند البحث في نشأة علم الرجال أو أهمّ من عمل فيه من الصحابة أو غيرها من محطّات العلم لا نرى أي فرز بين العِلْمين ، بل إنّهم يتكلّمون بالمعلومات نفسها التي تخصّ علم الرجال.
وعلم الجرح والتعديل هو : «علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة لا عن طريق تلك الألفاظ»(١) ، وهذه الألفاظ نفسهاالتي يستخدمها مصنّفو الرجال لكن قد يزيدون عليها بعض الأحكام الاجتهادية التي تصاغ بألفاظ خاصّة بهم ـ أي بالمصنّفين ـ وقد ينفرد كلّ رجالي بألفاظ معيّنة(٢).
ولعلّ قول ابن أبي حاتم الرازي الفيصل فيما ورد ، إذ قال : «ولمّا كان الدين هو الذي جاءنا من عند الله عزّ وجلّ وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنقل الرواة
__________________
(١) كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ١١/٥٨٢. وعرّفه آخر بقوله : «علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الألفاظ ، وهو فرع من فروع علم رجال الحديث» ، ينظر : أبجد العلوم والوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم٢/٢١١.
(٢) ينظر : خلاصة العلاّمة ، ورجال ابن داود.