الوضع
قد لعبت تحت الستار في مجال التاريخ والمناقب أكثر منها في مجال الروايات الفقهية
، ومن حسن الحظ إنّ قسماً من التواريخ المؤلّفة في العصر الأوّل مسندة لا مرسلة كطبقات
ابن سعد(ت٢٣٠
هـ) وتاريخ الطبري (ت٣١٠ هـ).
إنّ
مرجع علم الرجال لعلم التاريخ ، وتقوية علم التاريخ لعلم الرجال ، فالتّعارض الذي
يحصل في كلام مصنّفي الرجال هو تعارض بين من كان خالياًمن علم التاريخ ومن كان
حاوياً له.
وإنّ
علم الرجال يستمدّ من علم الأنساب والآثار والقبائل والأمصار ، وهذا ما عرف به
النجاشي ودلّ على تصنيفه فيه واطّلاعه عليه كما يظهر من استطراده في ذكر الرجل
بذكر أولاده وإخوته وأجداده وبيان أحوالهم وتنازعهم حتّى كأنّه واحد منهم. وأسهمت كتب الرجال
في نموّ بعض جوانب النقد التاريخي وفي وصوله مستوىً عالياً من الرقيّ والدقّة.
كما
أنّ هناك ارتباطاً وثيقاً بين علم الرجال والتاريخ حتّى يمكن القول : إنّ علم الرجال
مقتطع من علم التاريخ وله وثيق الصلة في كيفية البحث التاريخي.
على
أنّ حاجة التاريخ إلى معرفة أحوال ناقلي الوقائع التاريخية أشد من حاجة الحديث إلى
ذلك ، فإنّ الكذب والتساهل في التاريخ أكثر ، بل إنّ معرفة أحوال ناقلي الوثائق التاريخية
هي من أهمّ أنواع التاريخ ، والعلوم
__________________