غير ثقة.
فمن القضايا التي تبحث في هذا العلم وتساق مثالاً هنا قضية بيان نوعية تقييم الرجالي لحال الراوي هل هو من نوع الشهادة فيؤخذ بها أو أنّها نتيجة اجتهاد من الرجالي فيتحمّل هو مسؤوليته وعلينا نحن أن نجتهد كما اجتهد(١)؟
فالفرق بينهما إذن هو أنّ علم الرجال يزوّدنا بالقواعد الكلّية لنقوم بتطبيقها على جزئيّاتها ومواردها ممّا هو مدوّن في كتب الرجال تعريفاً للراوي وتقييماً لحاله ، فمثلاً إذا تحقّق وثبت لنا نتيجة البحث والدراية أنّ قول الرجالي في تعريف الراوي وتقييم حاله هو من نوع الشهادة فنستطيع أن نؤلّف منه قاعدة كلّية كالتالي : قول الرجالي إذا كان ثقة ثبتاً ضابطاً في حقّ الراوي هو شهادة يركن إليها ويعتمد عليها ، ثمّ نطبّقها على مواردها في الكتب الرجالية.
وقد تمثّلت مادّة علم الرجال فيما يعرف بـ : (الفوائد الرجالية) و (الكلّيّات الرجالية) ، وتمثّلت مادّة أسماء الرجال فيما يعرف بـ (كتب الرجال) التي هي بمثابة معاجم تشتمل على تعريف الراوي وتقييم حاله(٢).
علم الرجال وعلم التاريخ :
يجب على المؤرّخ الإسلامي والمعني بالحديث الشريف الرجوع إلى علم الرجال في القضايا التاريخيّة والحوادث المؤلمة والمسرّة ، فإنّ يد
__________________
(١) أصول علم الرجال : ١٨.
(٢) أصول علم الرجال ١٨ ـ ١٩.