هذا القول يشمل الإثنين مع التسامح بإطلاق عنوان العلم على مادّة أسماء الرجال ، فنحتاج إلى ما يميّز بينهما ، ويمكن ذلك من خلال إضافة كلمة (أصول) أو (قواعد) في تعريف علم الرجال (أسماء الرجال) ، إذ إنّ القواعد تعني العلم(١).
فنقول في تعريفه : إنّه العلم الذي يبحث فيه عن قواعد معرفة أحوال الرواة من حيث تشخيص ذواتهم وتبيين أوصافهم التي هي شروط في قبول روايتهم أو رفضها(٢).
ونسوق مثالا لبيان الفرق بين علم الرجال وعلم أسماء الرجال.
المثال : قال العلاّمة الحلّي : «إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمّي ، أصله من الكوفة وانتقل إلى قم ، وأصحابنا يقولون : إنّه أوّل من نشر حديث القمّيّين بقم ، وذكروا أنّه لقي الرضا عليهالسلام ، وهو تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الرضا عليهالسلام ، ولم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح في هولا على تعديله بالتنصيص ، والروايات عنه كثيرة ، والأرجح قبول قوله»(٣).
والنصّ يحتوي على تعريف للراوي المذكور ، وبهذا فإنّ مادّة الكتب الرجالية تحتوي على اسم الراوي ونسبه ونسبته وتقييمه من الرجاليّين.
في حين مادّة علم الرجال تحتوي على الأصول العامّة والقواعد الكلّية التي تطبّق من قبل الباحث أو الفقيه على الجزئيّات الموجودة في كتب الرجال التي هي تعريف الراوي وتقييم حاله من أجل أن نعرف أنّه ثقة أو
__________________
(١) أصول علم الرجال : ٩ ـ ١١.
(٢) أصول علم الرجال : ١١.
(٣) خلاصة الأقوال : ٤٩.