شرائط القبول ، وهذا خلاف علم الدراية الذي يبحث في أحوال الحديث متناًوسنداً وكيفية تحمّله وآدابه ، أي البحث في مجموع السند(١).
إنّ علمي الرجال والحديث (الدراية) مكمّلان لبعضهما وهما مقدّمة لإثبات صحّة الرواية وعدمها ، لكنّهما ليسا علماً واحداً ، إذ يفترقان من حيث إنّ علم الرجال يبحث عن الراوي في توثيقه أو تجريحه وإثبات طرقه الخاصّةوالعامّة لذلك ، بخلاف علم الحديث (الدراية) فإنّه يبحث عن الحديثوأقسامه ـ سواء أكانت أقسامه من ناحية رواته أم من ناحية متنه ـ لكن من ناحية مجموع رواته لا من ناحية كلّ راو على حدة(٢).
ولعلّه من المهمّ الإشارة إلى أنّ عنوان (علم رجال الحديث) كثيراً ما يطلق على ألسنة العلماء وكتاباتهم على مادّة (رجال الحديث) ، وهذا يعود إلى الجمع في البحث والتأليف في السابق بين العلم والرجال وعدم استقلال العلم عن الرجال ، وقد ألّفت في عصرنا هذا مؤلّفات مستقلّة في علم الرجال ، ولابدّ من أن نفرّق بينهما فنطلق عنوان (علم الرجال) على القواعد العامّة والضوابط الكلّية ، ونطلق عنوان (أسماء الرواة) على تقييم الرواة من توثيق وتحسين وسواها تلكم القيم المذكورة في كتب الرجال إزاء كلّ راو والمراد بالأسماء أسماء الرواة ، ولعلّ استخدام الأسماء في العنوان لأنّ البحث في الرواة يبدأ بتشخيص الراوي والتشخيص يبدأ بالإسم.
وعليه فعندما نقول : هذا العلم يبحث فيه عن معرفة أحوال الرواة فإنّ
__________________
(١) بحوث في مباني علم الرجال : ١٠ ، وينظر معجم مصطلحات الرجال والدراية : ١٠٤.
(٢) الرعاية لحال البداية في علم الدراية : ١٥ ، منتهى المقال ١/٣٣ ، منتهى المقال في الدراية والرجال : ١٣ ، كلّيات علم الرجال : ١٦ ، دروس في علم الدراية : ١٣.