كالكليني والصدوق ، ولكن حيثية البحث فيهما مختلفة ، فالعلْمان يتّحدان موضوعاً ولكن الموضوع في كلّ واحد يختلف بالحيثية ، فالشخص بما هو راووواقع في سند الحديث موضع لعلم الرجال ، وبما أنّ له أثراً في حقل العلم والاجتماع والأدب والسياسية والفنّ والصناعة وتأثيره في الأحداث والوقائع فهو موضوع لعلم التراجم(١).
وبهذا فإنّ التراجم العامّة تؤكّد سيرة المترجم له ، أمّا كتب التراجم الرجالية فإنّها تؤكّد بيان حال المترجم له من حيث الوثاقة واللاوثاقة. هذا من حيث منهج التأليف ، أمّا مادّة الكتاب فالفرق بينهما هو أنّ كتب الرجال تترجم للرواة فقط ، أمّا كتب التراجم العامّة فتكون للرواة وغيرهم(٢).
يقول ابن تغري بردي : «... وضعته على الحروف وتواليها لتقرب ثمرات جناه من يد جانيها ، كما سبقني إلى ذلك جماعة من المتقدّمين وإلى الآن من أرباب الحديث وطبقات الفقهاء والأعيان»(٣).
وقال ابن بشكوال أيضاً : «... وكنت قد قيّدت كثيراً من أخبارهم وآثارهموسيرهم وبلدانهم وأنسابهم ومواليدهم ووفياتهم وعمّن أخذوا من العلماء ومن روى عنهم من أعلام الرواة وكبار الفقهاء»(٤).
الفرق بين علم الرجال وعلم الدراية :
إنّ علم الرجال يبحث عن رواة الأخبار ذاتاً وصفة وتوفّرهم على
__________________
(١) كلّيات علم الرجال : ١٣ و ١٥.
(٢) أصول علم الرجال : ٦٨.
(٣) المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي ١/٣.
(٤) الصلة في تاريخ أئمّة الأندلس وعلمائهم ومحدّثيهم وأدبائهم ١/٧.