(... وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ* فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ* وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ)(٢).
الاختلاف في عيسى عليهالسلام :
٣ ـ كما أنّ الرفع والصلب كان سببا لوقوع الاختلاف بين الإسرائيليين ، سواء الكافرون منهم أو المؤمنون ؛ إذ كان الكافرون يدّعون قتل المسيح وصلبه ، ووافقهم على ذلك جماعة من المسيحيين ؛ إذ كان قد شبّه لهم أمره ، وكذلك بعض المتأخرين منهم زمنا عن هذه الحادثة ؛ لأنّهم لم يعيشوا ظروفها ، واستقروا فيها على النقل الذي تعرّض إلى التحريف ، أو كان يعتمد على ظاهر الامور ، وهم عامة المسيحيين واليهود في نزول القرآن الكريم وإلى يومنا الحاضر (٣).
__________________
(١) آل عمران : ٥٥ ـ ٥٧.
(٢) الصف : ١٤.
(٣) فقد روى الصدوق في إكمال الدين عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ في القائم من أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم شبها من خمسة من الرسل ـ وساق الحديث إلى أن قال ـ وأمّا شبه من عيسى عليهالسلام فاختلاف من اختلف فيه : قالت طائفة منهم : ما ولد ، وقالت طائفة : مات ، وطائفة قالت : قتل وصلب». البحار ١٤ : ٣٣٩ ، ح ١٣.