(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ* إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ...)(١).
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً* بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً)(٢).
ولم ينسب الرفع في القرآن الكريم إلى نبي من الأنبياء غير عيسى عليهالسلام ، وعند ما نسب إلى إدريس عليهالسلام فإنّه خصص بالمكان أيضا ، على أنّ إدريس عليهالسلام يقال فيه : إنّه رفع إلى السماء أيضا ، والله أعلم.
الصراع والمواجهة :
٢ ـ وقد كانت هذه الحادثة وهي : محاولة قتل المسيح وصلبه والتشبيه فيه سببا في حدوث المواجهة والصراع والمطاردة بين الإسرائيليين من المؤمنين بعيسى عليهالسلام من جهة ، والكافرين به الذين كانوا يلقون دعما وإسنادا من الحكام الظالمين من جهة اخرى.
ولا يحدّثنا القرآن الكريم عن تفاصيل هذه المواجهة وأحداثها ولو على نحو الاختصار ، وإنّما يحدّثنا عنها وعن نتائجها تارة بلسان الوعد الإلهي بتحقّق الغلبة للمؤمنين برسالته وتمكنهم من الكافرين إلى يوم القيامة ، واخرى بلسان الاخبار عن تأييد الله ـ تعالى ـ للمؤمنين في معركتهم مع الكافرين بحيث تحقّق لهم النصر والتسلّط على الكافرين.
__________________
(١) آل عمران : ٥٤ ـ ٥٥.
(٢) النساء : ١٥٧ ـ ١٥٨.