لقد جاءت القصّة في القرآن الكريم لتساهم في عملية التغيير الإنساني بجوانبها المتعدّدة ، فما هي الأغراض ذات الأثر الرسالي التي استهدفتها القصّة القرآنية؟
وبهذا الصدد نجد القصّة القرآنية تكاد تستوعب في مضمونها وهدفها جميع الأغراض الرئيسة التي جاء من أجلها القرآن الكريم ، ونظرا لكثرة هذه الأغراض وتشعبها نجد من المستحسن أن نقتصر في عرضنا لأغراض القصّة في القرآن على الأغراض القرآنية المهمة ؛ لنتعرّف من ذلك على أهمية ذكر القصّة في القرآن الكريم والفوائد التي تترتب عليها. وتنقسم هذه الأغراض إلى أقسام ثلاثة (١) :
الأوّل ـ الأغراض الرسالية :
أ ـ إثبات الوحي والرسالة ، وأنّ ما جاء به القرآن الكريم لم يكن من عند
__________________
(١) راجع في بحث أغراض القصّة ما كتبه سيد قطب في كتابه التصوير الفني في القرآن : ١٢٠ ـ ١٤١ ، وما سجّله السيد رشيد رضا في مواضع مختلفة في كتابه : تفسير المنار.