الصالح في هذه الحياة ، فتعبّر عن ألمها ومحنتها ومشاعرها بأن تتمنى أن
تكون في هذه الدنيا خرقة بالية متروكة لا يهتم بها أحد من الناس ، أو يلتفت إليها (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ
النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا.)
وفي قمّة
المحنة وشدّة الألم يأتيها اليسر بعد العسر ، والفرج بعد الكرب ، والرخاء بعد
الشدّة ، وهذا القانون الإلهي ، والسنة الربانية (فَإِنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً).
فتحقق الولادة
الميسورة لآلامها ، وانفراج النفس لكربتها ، والطمأنينة والسكينة لنفسها حيث تضع
مولودها الموعود.
النداء :
٤ ـ ويأتيها
النداء المطمئن من تحتها ـ وهل كان النداء من عيسى عليهالسلام مولودها الموعود الجديد؟ أو من الروح الذي أرسله الله
إليها من تحت الأكمة؟ ـ ويتحدّث إليها حديث العارف بحالها ، ويقدّم لها العلاج
والحل لكلّ آلامها ومشاكلها :
أ ـ فيطلب منها
أن تتخلى عن الحزن والكرب ؛ لأنّ الله ـ تعالى ـ قد جعل تحتها ولدا رفيعا في الشرف
(سريا) ووجيها في الدنيا والآخرة ، ومن المقربين ،
__________________