في هذا المجال.
ه ـ آية للناس (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً ...)(١) ، فكان وجوده الشريف بنفسه وولادة امّه له من دون أب وتكليمه للناس في المهد آيات إلهيّة ومعاجز ربانية تثبت له هذا المقام الرسالي.
(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)(٢) (... وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا)(٣).
وهذه الصفة والخصلة من المقامات الرسالية التي اختص بها عيسى عليهالسلام (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٤).
وبذلك كان سلام الله عليه كلمة من الله ـ تعالى ـ وروح منه وآية للناس بنفس وجوده الشريف وكلامه في المهد.
(... إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ* وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)(٥).
و ـ نزول المعجزات الخاصة على يديه بحيث اختص بهذا النوع من المعجزات عن بقية الأنبياء الذين سبقوه في ذكر القرآن لهم ، فهو يحيي الموتى ، ويبرئ الأكمه والأبرص ، ويجعل لهم كهيئة الطير فينفخ فيه ، فيكون طيرا باذن الله تعالى ،
__________________
(١) آل عمران : ٤٦.
(٢) المؤمنون : ٥٠.
(٣) مريم : ٢١.
(٤) آل عمران : ٥٩.
(٥) آل عمران : ٤٥ ـ ٤٦.