لِلْمُتَّقِينَ)(١).
ج ـ الاصطفاء والاجتباء كما في إبراهيم عليهالسلام وغيره من الأنبياء ، بل يبدو من القرآن الكريم أن هذا الاصطفاء كان لجده وأمه أيضا :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ* ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(٢).
د ـ التصديق بالتوراة والتبشير برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبهذا يكون عيسى عليهالسلام صلة الوصل وحلقة التكامل للرسالة السابقة عليه والممهد للرسالة الخاتمة لنبينا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهو بهذا وإن كان لا يختلف عن موسى عليهالسلام الذي كان مصدّقا لصحف إبراهيم عليهالسلام ووصايا يعقوب ومبشرا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّ القرآن الكريم يصرّح هنا في عيسى بكلا الأمرين بشكل يجعل ذلك صفة بارزة من صفاته ولا سيما التصريح بالاسم الشريف للرسول (أحمد) :
(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ)(٣).
ولعلّ هذا التأكيد منه عليهالسلام على هذا الدور ؛ لأنّه كان يواجه التكذيب والشك بذلك في أوساط بني إسرائيل ، وهذا على خلاف موسى الذي لم يكن يواجه مشكلة
__________________
(١) المائدة : ٤٦.
(٢) آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤.
(٣) الصف : ٦.