وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (١٠) بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ
____________________________________
تحت أشجارها (وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) في هذه الدنيا ، ولكن الإيمان حيث كان مرتبطا بالقلوب ، ولأجل الامتحان ، يلزم تجرد الأنبياء عن المال ـ بدء الدعوة ـ ليظهر صدق المؤمن ، وإلا فالناس كلهم تبع للمال ، يميلون حيث مال.
ولعل ذكر هذه المحاورات بين الرسول وبين القوم ، وبيان ما كانوا يقولون في الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي القرآن ، لأجل تعليم الناس كيفية الاحتجاج ، وإرشاد الذين يريدون الإصلاح إلى الأتعاب التي يواجهونها في طريقهم ، ليأخذوا أهبتهم عند الحركة ، ويستعدون للدفاع والكفاح حسب اطلاعهم على مقدار قوى الخصم ، ولتظهر منزلة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومكانته السامية.
[١٢] هؤلاء لا يكذبونك لأنهم لم يجدوا دليلا على صدقك (بَلْ) إنما يكذبونك لأنهم لا يخافون المعاد فقد (كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ) أي بالقيامة (وَأَعْتَدْنا) هيئنا (لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) نارا تسعر وتتلظى.
[١٣] (إِذا رَأَتْهُمْ) أي رأت النار هؤلاء الكفار (مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) وإنما نسب الرؤية إلى النار ، مع أن النار لا عين لها ، لزيادة التهويل حتى كأن النار تراهم وتنظر إليهم نظرة الغضبان الحانق ، والقلب من أنواع البلاغة كما قال الشاعر :
ولما أن جرى سمن عليها |
|
كما طينت بالفدن السياعا |