أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨) انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (٩) تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ
____________________________________
[٩] (أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ) من جانب السماء ، أو المراد يعطى (كَنْزٌ) من الذهب والفضة وسائر الجواهر ، حتى يكون ذا مال ، فقد كانوا يستغربون أن يكون الرسول لا مال له (أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ) أي بستان (يَأْكُلُ مِنْها) من تلك البستان حتى لا يحتاج إلى اشتراء الفواكه والخضر من السوق (وَقالَ الظَّالِمُونَ) أي الكفار الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان (إِنْ تَتَّبِعُونَ) أي ما تتبعون أيها المؤمنون (إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) قد سحروه ، وذهب عقله ، ومن ذهاب عقله ادعائه النبوة ، وكلامه بكلام المجانين.
[١٠] (انْظُرْ) يا رسول الله (كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) أي الأشباه فتارة شبهوك بالمسحور ، وتارة بالمجنون ، وتارة بالشاعر ، وهكذا (فَضَلُّوا) عن الطريق ، وسبيل الهداية (فَلا يَسْتَطِيعُونَ) حيث أبعدوا أنفسهم عنك (سَبِيلاً) يهديهم إلى الحق ، إنهم بعّدوا أنفسهم منك ، ولا طريق إلى الله سبحانه سواك ، فهم لا يستطيعون أن يصلوا إلى الهدى.
[١١] (تَبارَكَ) أي تقدس وتعالى ـ وقد تقدم معناه ـ (الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ) الذي اقترحوه ، من الكنز والبستان ، ثم فسر سبحانه ما هو خير بقوله (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من