قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (٦) وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (٧)
____________________________________
[٧] (قُلْ) يا رسول الله في جوابهم (أَنْزَلَهُ) أي أنزل هذا القرآن (الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ) أي الخفي (فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو بعلمه الشامل يعلم مقدار قدرة البشر ، ولذا ترى الذي أنزله فوق قدرتهم إذ لا يتمكنون أن يأتوا بمثله ، ولو كان افتراء من عند جاهل لا يعلم مقادير قدرة الناس لأمكنوا من معارضته والإتيان بمثله. (إِنَّهُ) سبحانه (كانَ غَفُوراً) حيث لم يعاجلهم بالعقوبة ، ليتوب من يتوب (رَحِيماً) يرحم العباد ويتفضل عليهم.
[٨] لقد كان هذا قولهم في القرآن أما قولهم حول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ) أصل هذه الجملة تستعمل بمعنى «أي شيء له» ولكن استعملت بعد ذلك في مجرد الاستفهام (يَأْكُلُ الطَّعامَ) أي كيف يكون رسولا وهو يأكل الطعام (وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ)؟ فقد كانوا يظنون أن هذه الأمور تنافي شأن الرسالة (لَوْ لا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ) من السماء ، كي نراه (فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) أي معينا له على الإنذار والتخويف و «لو لا» بمعنى «هلا» ولنسأل هؤلاء القائلين : لماذا يجب أن يكون الرسول لا يأكل الطعام ، ولا يمشي في الأسواق؟ ولماذا يلزم أن يكون معه ملك يرى؟ إن الكفار لم يكن لهم منطق في هذه الكلمات إلا السخافة والاقتراح المجرد والعناد.