فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً (٤) وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٥)
____________________________________
عداس مولى حويطب ويسار غلام العلاء وحبر مولى عامر ، هم الذين أعانوا الرسول على إنشاء هذا القرآن ، وقد كان أولئك من أهل الكتاب.
وعن الباقر عليهالسلام : يعنون أبا فكيهة وحبرا وعداسا وعابسا مولى حويطب (١) (فَقَدْ جاؤُ) أي هؤلاء الكفار (ظُلْماً) إذ ظلموا الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه النسبة إليه (وَزُوراً) أي افتراء ، فكيف يمكن للعبد أن يأتي بمثل هذا القرآن الذي لا يمكن أن يأتي به فصحاء قريش وعقلائهم؟ كما قال سبحانه : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (٢)؟.
[٦] (وَقالُوا) أي قال جماعة آخرون من الكفار (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها) جمع أسطورة ، وهي الحديث الخيالي الذي لا واقع له ، أي قالوا أن هذا القرآن أحاديث المتقدمين وما سطروه في كتبهم جمعها محمد وكتبها ليدعي بها النبوة (فَهِيَ) أي هذه الأساطير (تُمْلى عَلَيْهِ) تقرأ عليه يقرؤها عليه بعض أصدقائه (بُكْرَةً وَأَصِيلاً) أي صباحا وعشيا ، ليحفظها ويقرأها على الناس ، وقد كانوا مناقضين في أقوالهم فمرة يقولون إفك افتراه ، ومرة إنها أساطير الأولين ، مع أن الرسول لم يكن كاتبا ، ثم ينسبون الإلقاء إلى أفراد لم يكن لهم علم ولسان ، ومع ذلك كله لم يقدروا على أن يأتوا بأقصر سورة مثله.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ١١١.
(٢) النحل : ١٠٤.