فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (٢٢) وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً (٢٣) إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ
____________________________________
أي لا تستخبر (فِيهِمْ) في أهل الكهف ، ومقدار عددهم (مِنْهُمْ) من أهل الكتاب (أَحَداً) فإنك تعلم أكثر منهم ثم لا شأن في هذه الخصوصيات ، مع منهج الإسلام ، حتى يطول الجدال حولها ، ويصير موضع السؤال والاستفتاء؟
[٢٤] وبمناسبة النهي عن الجدال في الماضي الغائب عن الحواس ، يأتي النهي عن التكلم حول المستقبل المجهول ، إلا أن يكل الإنسان أمره ، إلى إرادة الله سبحانه ، فإن المستقبل أكثر عناصره بيد الله ، وإنما أقله بيد الإنسان ، فليكف الإنسان عن التكلم فيه ، وليس معنى هذا ، أنه لا يعمل ولا يفكر للمستقبل وإنما معناه أن لا يرى المستقبل كله بيده ، ولا يحسب لله سبحانه الحساب ـ كما هو شأن الماديين ـ (وَلا تَقُولَنَ) يا رسول الله (لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) أو بعد غد ، وانّما «غدا» من باب المثال.
[٢٥] (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أي إلا أن تقول «إن شاء الله» وهذا تعليم من الله سبحانه للعباد ، إذا أرادوا أن يقولوا شيئا عن المستقبل يعلقوه بالمشيئة ، إثباتا ، أو استثناء كأن يقول : أذهب إن شاء الله ، أو أذهب إلا أن يشاء الله ، والمعنى على الثاني ، إلا أن يشاء الله غيره ـ بأن لا اذهب ـ (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) الاستثناء ، فإنك إذا ذكرت شيئا عن المستقبل بدون قولة «إن شاء الله» فإذا تذكرت ذلك ، فقل وقت التذكر هذه الكلمة (وَقُلْ) بعد ما تذكرت إنك نسيت قولة «إن شاء الله» (عَسى) أي لعل (أَنْ يَهْدِيَنِي