خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ
____________________________________
أي جماعة آخرون هم (خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) وكأنه لم يكن قائل بأنهم أربعة خامسهم كلبهم (رَجْماً بِالْغَيْبِ) أي قذفا للقول في محل غيب عن الحواس تشبيه بمن يقذف الحجارة ، في محل مجهول مظلم ، يريد الهدف (وَيَقُولُونَ) أي جماعة آخرون (سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) وإنما دخلت الواو هنا للتفنن الذي هو نوع من أنواع البلاغة ـ لا واو الثمانية ـ قال في مجمع البيان : قيل بأن هذا إخبار من الله تعالى ، بأنه سيقع نزاع في عددهم ، ثم وقع ذلك ، لما وفد نصارى نجران إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فجرى ذكر أصحاب الكهف ، فقالت اليعقوبية منهم ، كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم ، وقالت النسطورية كانوا خمسة سادسهم كلبهم ، وقال المسلمون ، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم (١) (قُلْ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ) وأنهم كم كانوا ، وليس القرآن بحاجة إلى ذكرهم عددا ، حتى يوقع نفسه ، في خلاف لا فائدة فيه و (ما يَعْلَمُهُمْ) أي لا يعلم عددهم أحد (إِلَّا قَلِيلٌ) من الناس كالنبي وأوصياؤه (فَلا تُمارِ) أي لا تجادل يا رسول الله (فِيهِمْ) أي في عددهم ، وإنهم كم كانوا (إِلَّا مِراءً ظاهِراً) سطحيا ، أي بدون تعميق وتدقيق ، وإنما تذكر لهم القصة ، كما أوحيت إليك ، إذ لا فائدة في الجدال ، في هذه الأمور (وَلا تَسْتَفْتِ) يا رسول الله ،
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ص ٣٢٨.