فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً (٢١) سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ
____________________________________
(فَقالُوا) أي قال جماعة من حضر (ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً) أي ابنوا على فم الكهف بنيانا يسترهم عن الأنظار ، كما تبنى القبور (رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ) ولعل الاشتباه حول دينهم ، وأنهم هل يستحقون بناء المسجد حولهم ، أم لا؟ هو الذي أوجب أن يقول بعضهم ابنوا عليهم بنيانا فإن قوله «ربهم أعلم بهم» كاشف عن ذلك (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ) أي غلبوا على الآخرين ، في أمر البناء عليهم (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) محلا للعبادة والسجود ، وقد بنوا المسجد ، ولا زال المسجد إلى هذا اليوم موجودا في جبل مطل على دمشق ، يزوره القاصدون ، ويصلون فيه ، وهكذا يبقي الله سبحانه كل ما يرتبط به مثالا وعبرة بينما يذهب الطغاة مع الزمن ، فلا ترى لهم من باقية.
[٢٣] وقد اختلف الناس حول عدد أصحاب الكهف ، لكن ليس مهمة القرآن بيان ذلك ، وإنما المهم أخذ العبرة في القصة ، فهم بأيّ عدد كانوا ، كان ذلك دليلا على وجود الله وقدرته ، وأنه يعيد الأموات أحياء وإن مرت قرون ، وطالت أزمان (سَيَقُولُونَ) أي يقول قوم (ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) التقدير هم ثلاثة ، وإنما جاء «السين» لاحتمال أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لما أخبر بالخبر ، اختلف الأقوام الذين كانوا في عصره ، ويحتمل أن يكون ذلك حكاية حال ماضية ، فإذا لوحظ حال الاطلاع عليهم ، والبنيان حولهم ، كان مستقبل ذلك الحين ، تختلف الأقوال في عددهم ـ كما هو العادة الجارية في أمثال هذه القضايا ـ (وَيَقُولُونَ)